يشهد
الوسط الرياضي المصري في الآونة الأخيرة تصاعدًا في الأزمات المرتبطة بسلوكيات اللاعبين،
ما أثار حالة من الجدل الواسع بين الجماهير ووسائل الإعلام، وألقى بظلال سلبية على
سمعة الكرة المصرية. هذه الأحداث وضعت الأندية والاتحاد المصري لكرة القدم أمام تحديات
كبرى تستدعي إعادة النظر في الانضباط السلوكي داخل وخارج الملعب، خصوصًا مع تكرار حوادث
خطيرة تنطوي على اعتداءات وعواقب قانونية.
قضية القتل الخطأ.. أحمد فتوح في قفص الاتهام
من
أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام الرياضي مؤخرًا، محاكمة لاعب الزمالك أحمد فتوح
بتهمة القتل الخطأ، بعدما دهس أمين شرطة يُدعى أحمد السيد في حادث مروري على طريق الساحل
الشمالي.
أثبتت
التحقيقات أن الحادث وقع تحت تأثير المخدرات، ما جعل القضية تتصدر عناوين الصحف، خاصة
في ظل محاولات الوصول إلى تسوية مالية مع أسرة الضحية.
وحاولت
إدارة الزمالك احتواء الأزمة من خلال تقديم الدعم القانوني للاعب، وسط مطالب من عائلة
الضحية بالتنازل عن القضية بعد التوصل إلى تعويض مالي. ومع ذلك، تقرر تأجيل المحاكمة
إلى 16 نوفمبر، حيث ستُحسم القضية في محكمة جنايات مطروح، وهو ما قد يؤثر على مستقبل
اللاعب مع النادي ومنتخب مصر.
اعتداء ثلاثي الزمالك في الإمارات.. أزمة السوبر تتفاقم
في
واقعة أخرى لا تقل خطورة، تورط ثلاثي الزمالك، نبيل عماد "دونجا"، مصطفى
شلبي، ومدير الكرة عبد الواحد السيد، في اعتداء على فرد أمن ملعب الوحدة خلال مباراة
الفريق ضد بيراميدز في نصف نهائي السوبر المصري بالإمارات.
الحادثة
نشأت إثر مشادة كلامية تطورت إلى احتكاك جسدي بين اللاعبين وفرد الأمن، ما أثار استياء
اللجنة المنظمة للبطولة في الإمارات.
تواجه
إدارة الزمالك ضغوطًا كبيرة، حيث طالب النادي بتأجيل أو الانسحاب من المباراة النهائية
احتجاجًا على ما وصفته بـ"سوء المعاملة" من الأمن الإماراتي تجاه لاعبي الفريق.
الاتحاد المصري يدرس الموقف بعناية، في ظل تهديد الزمالك بعقوبات محتملة إذا أصر على
الانسحاب من المباراة النهائية.
تاريخ من الأزمات السلوكية.. من شيكابالا إلى كهربا
هذه
الحوادث الأخيرة تعيد إلى الأذهان سلسلة من الأزمات التي عصفت بالمشهد الكروي المصري
خلال العامين الماضيين:
-
شيكابالا وخناقة السوبر: في النسخة الماضية من السوبر المصري، اشتبك قائد الزمالك
محمود عبد الرازق شيكابالا مع جماهير الأهلي بعد إطلاق صافرة النهاية. رفع شيكابالا
حذاءه في وجه الجماهير ردًا على الهتافات العدائية، ما أدى إلى إيقافه لثماني مباريات
وإثارة جدل كبير بين الجماهير.
-
إمام عاشور وأمن المول: لم يسلم لاعب الزمالك السابق إمام عاشور من الدخول في
مشكلات خارج الملعب، إذ تورط في مشاجرة مع أمن أحد المولات بعد محاولة دخول غير قانونية
مع أصدقائه.
الحادثة
انتهت بفرض غرامة مالية عليه وإبعاده عن بعض المباريات، ما زاد من غضب الإدارة في وقت
حساس من الموسم.
-
كهربا ومشكلات متكررة: يواجه لاعب الأهلي محمود عبد المنعم "كهربا"
أزمة جديدة في الإمارات، حيث تم ترحيله على خلفية مشكلة مع الجهاز الفني للنادي
الأهلي. كهربا، الذي تعرض سابقًا لإيقاف بسبب إهانة جماهير الزمالك، يجد نفسه مجددًا
في دوامة المشكلات التي تهدد استقراره مع الأهلي.
-
أزمة حسين الشحات والشيبي: شهدت مواجهة الأهلي وبيراميدز في الدوري المصري واقعة
اعتداء حسين الشحات على محمد الشيبي، لاعب بيراميدز، بعد اشتباك عنيف بينهما. وجه الشحات
صفعة إلى الشيبي، ما دفع اتحاد الكرة إلى إحالة الواقعة للتحقيق وسط مطالب بفرض عقوبات
صارمة على اللاعب.
ما تقوله اللوائح: عقوبات الاعتداء والانسحاب
وفقًا
للوائح المنظمة للمسابقات المحلية والدولية:
-
الاعتداء على أفراد الأمن: قد يعرض اللاعبين لعقوبات تشمل الإيقاف والغرامات،
كما قد يؤدي إلى استبعاد الفريق من البطولة إذا ثبت تورط إداريين في الواقعة.
-
الانسحاب من المباريات: في حال انسحاب الزمالك من نهائي السوبر، سيعتبر مهزومًا
بالانسحاب، وسيواجه غرامات مالية وربما منعًا من المشاركة في نسخ مستقبلية من البطولة.
تحديات إدارة الأندية: غياب الانضباط وتأثيره على صورة
الرياضة المصرية
تسليط
الضوء على هذه الوقائع يطرح أسئلة جادة حول دور الأندية في ضبط سلوك لاعبيها. فبينما
يحقق اللاعبون شعبية جماهيرية وأموالًا طائلة، يبدو أن الالتزام بالسلوك الرياضي ما
زال غائبًا عن بعضهم، ما يعرض الأندية لانتقادات لاذعة.
تطالب
الجماهير بضرورة فرض انضباط داخلي صارم على اللاعبين، إلى جانب تشديد العقوبات من قبل
الاتحاد المصري لكرة القدم، حتى لا يتكرر مثل هذه السلوكيات التي تؤثر على صورة الرياضة
المصرية دوليًا.
هل تنجح الكرة المصرية في تجاوز أزماتها؟
في
ظل تزايد الأزمات السلوكية للاعبين، يبقى مستقبل الكرة المصرية رهينًا بمدى قدرة الأندية
على السيطرة على لاعبيها. فاستمرار مثل هذه الوقائع سيُضعف من مكانة الكرة المصرية
على الساحة الإقليمية والدولية، خاصة في ظل مشاركات الأندية في بطولات كبرى مثل دوري
أبطال إفريقيا.
ويجب
على إدارات الأندية والاتحاد المصري العمل معًا لفرض الانضباط والوعي بين اللاعبين،
حتى لا تتكرر هذه الأزمات التي تهدد استقرار الفرق وتؤثر سلبًا على المنافسة الرياضية
ومستقبل اللاعبين.