رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

عزبة حمدي عبد العزيز في البترول.... شراء أقلام وذمم وسيطرة تامة علي المفاصل وعودة للوزارة من الباب الخلفي

المصير

السبت, 21 سبتمبر, 2024

11:18 ص


قبل ربع قرن أو يزيد لم يكن ينطق اسم وزارة البترول إلا مقترنا بحمدي عبد العزيز، المتحدث الرسمي للوزارة منذ ثلاثة عقود، فالرجل كان أقوى وأمضى من كل وزراء البترول.

وقد تغير عدد كبير من الوزراء ومن بينهم سامح فهمي، عبد الله غراب، أسامة كمال، شريف هدارة، شريف إسماعيل، وطارق الملا وهو لا يتزحزح من منصبه، وتسقط وزارات وتندلع ثورات، وهو لا يتتعتع من مكانه.
والوزير الوحيد الذي أقاله من منصبه هو سامح فهمي. 
والوزير الوحيد الذي أعاده منصبه " هو محمود نظيم الذي تولى وزارة البترول لمدة 9 أيام فقط،والوزير الوحيد الذي أبقاه في منصبه بعد بلغ سن المعاش هو طارق الملا  في واقعة استثنائية لم تحدث في تاريخ وزارة البترول 


الرجل الخارق 


وحمدي  عبدالعزيز لدى الاعلاميين ورؤساء شركات البترول أهم من الوزير نفسه، فهو الذي يتحكم في كل تفاصيل ومفاصل الوزارة، وهو الذي يمنح ويمنع، وهو الذي يُغدق ويحرم، وهو الذي يشتري أقلاما ويؤجر أخرى.. "الحنفية عنده".

ونظرا لأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، فإن بقاء حمدي عبد العزيز في منصه لمدة قياسية لم يصل إليها أحدا قبله ولن يصل إليها واحدا بعده، فقد حوّل وزارة البترول إلى عزبة خاصة وفناء خلفي له وتحولت الوزارة إلى ما يشبه الوسية والأبعدية الخاصة لعبد العزيز ، يعين من يشاء ويقيل من يشاء، يقرب من يشاء ويبعد من يشاء، مع ضمانة تامة بعدم المسائلة ولا المراقبة فكل "إعلامي البترول" في جيبه، ولن يجرؤ أحد علي كشف مخالفاته.


مدرسة طارق الملا 


والمدرسة التي ينتمي إليها حمدي عبد العزيز هي مدرسة الاستعانة بكل من هو ضعيف و إمكانياته محدودة وإبعاد و استبعاد كل الأذكياء وكل المتفوقين في مجال عملهم، لكي يضمن البقاء، ولكي يظهر أنه هو الرجل الأكثر فهماً والأكثر قدرة على أداء المهام الوظيفية رفيعة المستوى، وهي نفس مدرسة وزير البترول السابق طارق الملا الذي كان شغوفا بتقريب غير الاكفاء لكي لا يظهر ضعفه المهني وعجزه عن القيام بمهام منصبه كما ينبغي . 


وقام حمدي عبد العزيز بتعيين مترجمة في مجلة البترول في قطاع الإعلام والعلاقات العامة.

 


من يحميه ؟

رغم حملة التطهير التي يقوم بها المهندس كريم بدوي وزير البترول الحالي ضد كل العناصر المشبوهة داخل الوزارة والتي تم بمقتضاها إقالة حمدي عبد العزيز من منصبه كمتحدث رسمي للوزارة، إلا أنه ما زال يمارس جزء كبير من صلاحيته في السيطرة على كل مجريات الأمور داخل وزارة البترول، فيما يشبه العزبة الخاصة، التي لا يمكن لأي كائنا من كان أن يبعده عنها.

وبعد تعيين معتز عاطف متحدثا رسميا لوزارة البترول خلفا لحمدي عبد العزيز وأثناء محاولة الرجل التعرف على موظفي الوزارة تدخل حمدي عبد العزيز وقال كلهم، عارفينك، ولم يستطع الرجل أن يحصل على أرقام هواتف موظفي الوزارة لكي يتواصل معهم، وما زال حمدي عبد العزيز يذهب لمقر وزارة البترول 3 أيام في الأسبوع رغم إقالته، بحجة أنه رئيس تحرير مجلة البترول، فالمجلة بمثابة الباب الخلفي الذي يتسلل منه حمدي عبد العزيز مرة أخرى للوزارة من أجل بسط هيمنته بالكامل عليها.