رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

يحيى السنوار "العقل المدبر لطوفان الأقصى والعدو رقم 1 لإسرائيل" الذي لن يموت

المصير

الخميس, 17 أكتوبر, 2024

07:23 م

يحيى السنوار، أحد أبرز القادة الفلسطينيين في حركة حماس، يُعد اليوم رمزًا للمقاومة الفلسطينية والعقل المدبّر خلف عملية "طوفان الأقصى" التي هزّت إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وُلد السنوار في 19 أكتوبر 1962 بمخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وتربى في ظروف قاسية جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المخيمات، وهو ما صقل شخصيته المقاومة منذ سن مبكرة.

 النشأة والتعليم

نشأ السنوار في عائلة فلسطينية نزحت من مدينة المجدل (عسقلان حاليًا) بعد احتلالها عام 1948. تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة وتخرج بشهادة البكالوريوس في الدراسات العربية. وخلال سنوات دراسته، كان عضوًا نشطًا في الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وبدأ منذ ذلك الحين نشاطه السياسي الذي شكل مسيرته فيما بعد.

 التأسيس الأمني لحماس

في عام 1986، كلّفه الشيخ أحمد ياسين بتأسيس جهاز أمني داخلي لحركة حماس يُعرف باسم "مجد"، والذي كان يهدف للكشف عن العملاء وملاحقة ضباط المخابرات الإسرائيلية. وقد أصبح هذا الجهاز فيما بعد العمود الفقري للنظام الأمني الداخلي للحركة، ما أكسب السنوار سمعة قوية كرجل الأمن الأول داخل حماس.


 الاعتقالات والنضال في السجون

لم تكن مسيرة السنوار سهلة؛ فقد اعتقل عدة مرات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كان أولها عام 1982. ورغم أنه حُكم عليه بالسجن أربع مؤبدات في عام 1988، إلا أن فترة سجنه شهدت نشاطًا مستمرًا حيث قاد تنظيم أسرى حماس داخل السجون، وساهم في تنظيم العديد من الإضرابات والاحتجاجات ضد مصلحة السجون الإسرائيلية.

لكن السنوار لم يكن بعيدًا عن المقاومة حتى من داخل زنزانته. فقد كان العقل المدبر للعديد من الأنشطة السرية والتنسيق بين السجناء والمقاومة في الخارج، ما جعل منه شخصية محورية داخل حماس. وأطلق سراحه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" في عام 2011، ليعود إلى غزة ويستمر في قيادة الحركة، حيث تولى مسؤولية الجناح العسكري وملف الأسرى الإسرائيليين




 القيادة السياسية والعسكرية

انتخب السنوار رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة عام 2017، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2021. وفي العام 2023، أصبح رئيس المكتب السياسي للحركة خلفًا لإسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران، ليواصل قيادة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. كان للسنوار دور كبير في التنسيق بين الجناحين السياسي والعسكري لحماس، وتحديدًا خلال الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وكان آخرها في عام 2014.


عملية طوفان الأقصى

أثبت السنوار مرة أخرى قدراته القيادية خلال عملية "طوفان الأقصى" التي قادها في أكتوبر 2023، حيث نجحت كتائب عز الدين القسام في اختراق خطوط الدفاع الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى تصعيد عسكري كبير في المنطقة. اعتبر السنوار العقل المدبّر لهذا الهجوم، وهو ما زاد من مخاوف إسرائيل ووضعت تل أبيب خطة لاستهدافه.

 اغتياله

قبل ساعات  أعلنت إسرائيل اغتيال السنوار خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، لتكتب فصلًا آخر من فصول المواجهة المستمرة بين الاحتلال وحركة حماس. ورغم اغتياله، يبقى السنوار رمزًا للمقاومة الفلسطينية، ويعتبره الكثيرون من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تشكيل القوة العسكرية لحماس، ما جعله هدفًا رئيسيًا للاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات.

*يحيى السنوار: رجل المقاومة الذي لا يموت بفعل الاغتيال، ، ورحلته ستبقى منقوشة في تاريخ النضال الفلسطيني.*