السيارة "رمسيس" أول سيارة بأيٍد مصرية شاهدة على عمق التصنيع المحلى

السيارة "رمسيس" هي أول سيارة مصرية تم تصنيعها بالكامل داخل السوق المصري ،   وتُعدّ علامة فارقة في تاريخ صناعة السيارات في البلاد، حيث  بدأ إنتاج السيارة رمسيس في الستينيات من القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1960، عندما تم التعاون بين الحكومة الألمانية والمصرية ، بهدف  تحقيق حلم تصنيع سيارات محلية بأيدٍ مصرية.

وشهدت السيارة رمسيس باهتمام كبير في الشارع المصري،  حيث اعتُبرت رمزًا للفخر الوطني والتقدم الصناعي في مصر حينا ذاك  وكانت الشركة المُصنعة تهدف إلى إنتاجها بكميات كبيرة لتلبية الطلب المحلي وتشجيع المواطنين على اقتناء سيارة مصرية صنعت  بالكامل داخل المصانع المحلية ، مما ساهم في تعزيز الروح الوطنية وقتها،  لكنها واجهت تحديات  كبيرة  من بينها ضعف الإمكانيات التقنية ومحدودية القدرات الإنتاجية، مما أدى إلى توقف إنتاجها في أواخر السبعينيات.

وجاءت السيارة رمسيس  بمواصفات بسيطة، حيث كانت صغيرة الحجم وتعمل بمحرك أحادي الأسطوانة وبقوة محدودة تناسب احتياجات السوق المحلية وقتها، وكانت تعتمد على تصميم عملي واقتصادي يتناسب مع الظروف المصرية ، و كان جسم السيارة من الحديد، ومزودة بأربعة مقاعد، ومناسبة للطرق داخل المدن أكثر من الطرق السريعة.

ورغم توقف الإنتاج، بقيت رمسيس رمزًا للجهود المصرية المبكرة في مجال تصنيع السيارات، وما زالت ذاكرتها حيّة بين عشاق السيارات الكلاسيكية في مصر ، حيث  يتم تذكرها اليوم كجزء من التراث الصناعي الوطني، وتُعرض بعض هذه السيارات في معارض السيارات القديمة التي تُعقد من وقت لآخر، لتروي قصة طموح وطني يسعى للاعتماد على الذات في مجال الصناعة .