تشهد الحدود الجنوبية للبنان توتراً متصاعداً بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، ما ينذر باندلاع حرب شاملة في المنطقة. في إطار جهود لاحتواء التصعيد، تسعى واشنطن لتجنب حرب إقليمية قد تشتعل في حال شنت إسرائيل عملية برية في لبنان.
وتركز الخطة الأميركية على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 وإعادة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وفقًا لمصادر إعلامية.
تتعاون الولايات المتحدة مع دول أوروبية في صياغة هذه المبادرة، كما تتواصل مع إيران لإقناع حزب الله بالتراجع، وذلك في وقت تدعم فيه الإدارة الأميركية الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع حزب الله في لبنان، لكنها تعارض بشكل قاطع تنفيذ غزو بري، بحسب تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
الولايات المتحدة تسعى أيضًا لمنع مشاركة إيران المباشرة في القتال، إذ من شأن ذلك أن يزيد من فرص اندلاع حرب شاملة.
الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حزب الله في عدة مناطق بلبنان يوم الاثنين أسفرت عن مقتل 492 شخصًا، بينهم 35 طفلًا، في أكبر هجوم جوي على لبنان منذ بدء التصعيد الأخير على الحدود.
تواصلت إسرائيل مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية لتأكيد عزمها على تكثيف هجماتها ضد حزب الله، بهدف إجبار الجماعة على وقف القتال على الحدود.
إلا أن واشنطن لم تبد اقتناعًا بأن هذه الخطة ستحقق أهدافها، محذرة من أن أي تصعيد قد يستمر لشهور.
في السياق ذاته، حضّت الولايات المتحدة مواطنيها على مغادرة لبنان، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، دون الكشف عن تفاصيل.
وصرح الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن بلاده تعمل على احتواء التصعيد، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستبذل جهودًا لتجنب حرب أوسع.
في موازاة ذلك، يواصل المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، عاموس هوكستين، جهود الوساطة بين الأطراف، بمساعدة فرنسا التي تطرح صيغة جديدة لوقف التصعيد.
ومع ذلك، تعترف الإدارة الأميركية بصعوبة تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن.
الإدارة الأميركية تحافظ على دعمها الكامل لإسرائيل في هذا التصعيد، لكنها تبدي قلقًا من أن رد حزب الله قد يدفع إسرائيل إلى غزو بري لجنوب لبنان، وهو ما قد تجد واشنطن صعوبة في دعمه.
في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، تسعى الولايات المتحدة لطرح "أفكار ملموسة" تهدف إلى خفض التصعيد وضمان العودة إلى الدبلوماسية.