تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي منشورا لم يتسن للمصير التأكد من صحته أو توقيت كتابته ، أكدوا أنه الوصية الأخيرة ليحيي السنوار قائد حركة حماس وأيقونة المقاومة الذي لقى ربه شهيدا كما تمنى قبل أيام علي يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة يوم الأربعاء الماضي.
وصية "الطوفان" الأخيرة
وفي وصيته الأخيرة وفقا للمنشور الرائج بمواقع التواصل ، يقدم يحيى السنوار نفسه ليس كقائد للمقاومة فحسب، بل كإنسان وُلِدَ في خضم الألم والأمل. ولد في مخيم خان يونس عام 1962، حيث كانت فلسطين ذاكرة ممزقة وخرائط منسية على طاولات الساسة. في كلماته، يستذكر طفولته، حيث تعلم أن حياة الفلسطيني ليست عادية، وأن عليه أن يحمل سلاحاً لا ينكسر في قلبه.
الحجارة الأولى.. درس الطفولة الذي لا يُنسى
السنوار يروي أن أول حجر رماه على المحتل كان نقطة البداية في حياته النضالية. تعلم من شوارع غزة أن الحجارة هي الكلمات الأولى التي يواجه بها المحتل، وأن المقاومة ليست مجرد خيار بل واجب لا يقبل المساومة، "وصيتي لكم: أن لا تخافوا السجون، فهي جزء من طريقنا نحو الحرية"، بهذه الكلمات القوية يدعو السنوار الشعب إلى الصمود أمام السجون والقيود.
الحياة في السجن": درس الصبر والإرادة
يحيى السنوار، الذي قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، يتحدث عن السجن كمدرسة لتعليم الصبر والإرادة. يقول: "في الزنازين، كنت أرى في كل جدار نافذة للأفق البعيد"، ويُذكّر الفلسطينيين بأن الصبر هو سلاحهم الأقوى، وأن الحرية ليست مجرد حق بل فكرة تنبع من الألم وتصقل بالصبر.
"وفاء الأحرار": خروجٌ بروح جديدة
حين خرج في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، لم يعد كما دخل السجن. خرج وهو أكثر إيماناً بأن المقاومة هي قدر الشعب الفلسطيني.؛ ويحث السنوار في وصيته على التمسك بالكرامة والبندقية، وعدم التفاوض على حقوقهم الأساسية، فالمقاومة في نظره ليست سلاحاً فحسب، بل حب فلسطين الذي ينبض في كل نفس.
"الأرض والبندقية": تمسكوا بجذوركم
السنوار يؤكد أن العدو يخشى صمود الشعب الفلسطيني أكثر من سلاحه. يقول: "تمسكوا بالأرض كما يتمسك الجذر بالتربة، فلا ريح تستطيع اقتلاع شعب قرر أن يحيا". ويوصي الفلسطينيين بأن يبقوا أوفياء لدماء الشهداء، الذين عبدوا درب الحرية بدمائهم، ويحثهم على ألا يضيعوا هذه التضحيات في حسابات الساسة وألاعيب الدبلوماسية.
طوفان الأقصى: معركة الأرواح قبل السلاح
يتحدث السنوار عن دوره في معركة "طوفان الأقصى"، التي لم تكن معركة للجسد أو السلاح فقط، بل كانت معركة للإرادة والروح. أراد أن تكون هذه المعركة صفحة جديدة في النضال الفلسطيني، حيث تتوحد الفصائل في مواجهة عدو لا يفرق بين الحجر والشجر، أو بين الطفل والشيخ.
"إرث جماعي": وصية للشعب الفلسطيني
السنوار يوجه وصيته إلى كل فلسطيني: "ما تركته ليس إرثًا شخصيًا، بل هو إرث جماعي لكل من حلم بالحرية". يدعو الشعب إلى أن يحملوا حلم فلسطين في قلوبهم، ويجعلوا من كل جرح سلاحاً ومن كل دمعة نبعا للأمل.
لا تنتظروا الإنصاف": اصنعوا عدالتكم بأنفسكم
في رسالة قوية للعالم، يطالب السنوار الفلسطينيين بألا ينتظروا من العالم أن ينصفهم، بل أن يكونوا هم الإنصاف. "لقد عشت وشهدت كيف يبقى العالم صامتًا أمام ألمنا"، يقول السنوار، مطالباً الشعب بألا يتخلوا عن سلاحهم أو عن حلمهم.
"الجسر إلى الحرية": الدم الذي لن يجف
يختتم السنوار وصيته بكلمات مؤثرة، يقول فيها: "إذا سقطت، فلا تسقطوا معي، بل احملوا عني راية لم تسقط يوماً". ويضيف: "إذا عاد الطوفان ولم أكن بينكم، فاعلموا أنني كنت أول قطرة في أمواج الحرية". هذه الكلمات، التي تمثل قمة التضحية والإيمان بالقضية، تدعو الفلسطينيين إلى المضي قدماً في طريقهم، غير عابئين بالصعاب.
يحيى السنوار يختتم وصيته بتحدٍ واضح: "كونوا شوكة في حلقهم، طوفاناً لا يعرف التراجع". وصيته ليست مجرد كلمات قائد، بل هي نداء لكل فلسطيني بأن المقاومة هي طريق الحياة، وأن التحرر يأتي بالثبات والإصرار.
بهذه الوصية، يحيى السنوار يخلد اسمه في صفحات النضال الفلسطيني، ويترك إرثاً جماعياً للأجيال القادمة، مؤكداً أن المقاومة ليست خياراً عابراً بل قدر شعب يرفض الانكسار.