في خطاب حمل رسائل قوية تجاه إسرائيل وأعداء حزب الله، أكد الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، على الثقة العالية بقدرة المقاومة على الصمود في وجه الهجمات الإسرائيلية، مشددًا على أن الحزب مستعد لتقديم بدائل في كافة المواقع القيادية في حال استشهد القادة.
قوة التنظيم والسيطرة
خلال خطابه، قال قاسم: "سنهزم إسرائيل إن شاء الله"، مضيفًا أن المواجهة الحالية مع إسرائيل هي "حرب من يصرخ أولًا"، مؤكدًا أن حزب الله لن يكون الطرف الذي يصرخ. أشار قاسم إلى أن إدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وفقًا للآليات المعمول بها داخل حزب الله، مع التأكيد على تجاوزهم "الضربات الموجعة" التي تعرضوا لها عبر تأمين بدائل في كل المواقع.
وأشار أيضًا إلى أن بعض البدائل للقادة الذين استشهدوا هم من الرعيل الأول للحزب منذ عام 1982، مما يعزز موقف الحزب في التعامل مع فقدان قادته العسكريين. وأكد قاسم أن أي قائد يتم استهدافه، فإن نوابه ومساعديه قادرون على ملء الفراغ بشكل فوري.
نعيم قاسم: الخليفة المحتمل
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس حيث يدور الحديث حول من قد يخلف حسن نصر الله في قيادة الحزب ويُعد الشيخ نعيم قاسم الخيار الأكثر ترجيحًا لهذا المنصب. يعتبر قاسم من الشخصيات الأساسية في حزب الله، وشارك في قيادة الحزب منذ تأسيسه في أوائل الثمانينيات. عُرف قاسم بقدرته على إدارة الملفات الحساسة وبناء الاستراتيجيات، ما يجعله الخيار الطبيعي لخلافة نصر الله خاصة بعد الغموض الذي يحيط بمصير هاشم صفي الدين الذي كان مرشحا بقوة لخلافة نصر الله
### الغموض حول هاشم صفي الدين
إلى جانب قاسم، يبرز اسم هاشم صفي الدين، الذي يتولى رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله. ورغم الأدوار الهامة التي يلعبها صفي الدين في إدارة الحزب، إلا أن هناك غموضًا يحيط بوضعه داخل القيادة. البعض يعتقد أن صفي الدين قد يتولى دورًا أكثر أهمية في المستقبل، ولكن حتى الآن، تظل المسألة غير محسومة.
في ظل التصعيد الحالي مع إسرائيل، قد تكون مسألة القيادة المستقبلية للحزب ذات أهمية قصوى، خصوصًا مع زيادة المخاطر على حياة القادة الرئيسيين في حزب الله. تصريحات قاسم حول قدرة الحزب على التأقلم مع استشهاد قادته تحمل إشارات واضحة إلى أن حزب الله قد أعد خططًا للقيادة في المستقبل، بغض النظر عن الشخصيات التي ستتولى المهام.
بينما يستمر التصعيد مع إسرائيل، تزداد التوقعات حول مصير القيادة في حزب الله. الشيخ نعيم قاسم يبدو المرشح الأبرز لخلافة حسن نصر الله، في حين يبقى الغموض محيطًا بدور هاشم صفي الدين في المرحلة المقبلة. لكن، حسب ما أكد قاسم في كلمته، الحزب مستعد للتعامل مع أي تغييرات، سواء على مستوى القادة أو على ساحة الميدان.