رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

فنانين آخر زمن... لبسوا حلقان وكمان عقد الماظ وناقص «البيبي دول»

المصير

الأربعاء, 25 سبتمبر, 2024

04:28 م

-المصير - 

بينما تسطر المقاومة في غزة ولبنان أساطير من البطولات الخارقة، وتعيش المنطقة بأسرها حرب شاملة، يخرج علينا بين الحين والآخر شخصيات مريبة نفسيا وسيكولوجيا يطلق عليهم لقب فنانين بتقاليع خليعة ورقيعة ومريبة ، وبينما نرى رجالا يحاربون من المسافة صفر ليضربوا أروع الأمثلة في الفداء والرجولة، نرى أشباه رجال ممن يسمون أنفسهم فنانين ومطربين يرتدون حلقانا، ووصل الأمر لارتداء عقد ألماظ مثلما فعل أحمد سعد في حفل زفاف ابن بسمة وهبة.


وفي النهاية  نجد أنفسنا أمام ظاهرة لم تكن لتخطر على بال أحد. إنه زمن "الفنانين الجدد"، الذين قرروا أن يعبثوا في مفاهيم الرجولة والفن، فلم يكتفوا فقط بارتداء الملابس الغريبة أو قصات الشعر المبتكرة، بل ذهبوا لأبعد من ذلك.


يرتدون الحلي النسائية بكل فخر واعتزاز، وكأنها العلامة الجديدة للرجولة في عصرنا الحديث.. 


عمرو دياب وضربة البداية 

ومن بين أبرز هؤلاء النجوم الذين أثاروا الجدل في السنوات الأخيرة، نجد الفنان *عمرو دياب*، "الهضبة" الذي كان وما زال محط أنظار الشباب والشابات على حد سواء. فبعد مسيرة فنية حافلة بالأغاني التي تعبر عن الحب والرومانسية، قرر عمرو دياب أن يفاجئ جمهوره، ليس بأغنية جديدة، بل بظهوره مرتديًا حلقًا في إحدى الصور الترويجية  ! وهو ما أثار ردود فعل غاضبة وناقمة بين قطاعات كبيرة من المجتمع. 


أحمد سعد حلق وعقد..ناقص إيه تاني؟ 

قبل عدة شهور سار المطرب أحمد سعد علي نفس طريق "التخنيث" الذي سار عليه عمرو دياب وارتدي حلق وملابس غريبة تبدو وكأنها ملابس نسائية، وأبدى ندمه علي هذا الأمر، ثم عاد مؤخرا للسلوكيات الشاذة، وارتدي عقد ألماظ في حفل زفاف إبن الإعلامية بسمه وهبة.والذي أقامته في إيطاليا. 
ومن سخريات القدر أن يتم سرقة العقد النسائي الذي كان يرتديه سعد   خلال الحفل.


ومن هنا بدأت التساؤلات: ماذا حدث لنجوم الفن؟ هل أصبح ارتداء الحلي النسائية رمزًا للتجديد والتحديث؟ أم أننا أمام ظاهرة غريبة تعكس تغيرًا جذريًا في مفاهيم الأنوثة والرجولة؟. 


و عمرو دياب وأحمد سعد ليس الوحيدين في هذا الاتجاه الغريب. لقد انضم إليهم عدد آخر من الفنانين الذين لم يترددوا في الظهور بأشكال تبدو وكأنها تعبر عن رفض واضح للتقاليد.



*محمد رمضان*، "الأسطورة"، والذي أصبح رمزًا للإثارة والجدل، لم يكتف بارتداء الحلق أو الأساور، بل ظهر في أكثر من مناسبة بملابس وحلي تجعل الجمهور يتساءل: هل نحن أمام نجم سينمائي أم أمام عارض أزياء في عرض أزياء خيالي؟ رمضان، الذي يعتبر نفسه "نمبر وان"، لا يتردد في تحدي كل القواعد، وكأن رسالته للجمهور: "أنا فوق كل النقد، افعلوا ما شئتم، فأنا الأسطورة".

ولن ننسى كذلك الفنان *تامر حسني*، الذي يعتبر من نجوم الغناء الشبابي. حسني، الذي بدأ مسيرته الفنية بالشاب "البريء"، تحول تدريجيًا ليظهر في إطلالات أثارت الدهشة بين جمهوره. حيث شوهد في إحدى حفلاته مرتديًا حلقًا في أذنه، ولم يكن ذلك بعيدًا عن تغيير شامل في مظهره وشخصيته الفنية.

وفي خضم هذه الظاهرة، يتساءل البعض: هل ارتداء الحلي النسائية يعبر عن أزمة هوية يعيشها النجوم؟ أم أنها مجرد محاولة لجذب الانتباه وزيادة الشهرة في زمن أصبح فيه الانفراد بالغرابة هو وسيلة البقاء على الساحة الفنية؟

لكن السخرية لا تنتهي هنا. فبينما كان الجمهور يتابع باندهاش هذه التحولات الغريبة، أطلقت بعض الحسابات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي نكاتًا حول ما يمكن أن نراه في المستقبل. فقد كتب أحدهم: "بعد الحلق والعقد، متى سنرى فنانينا يرتدون البيبي دول في حفلاتهم؟"، وهي نكتة قد تبدو مبالغ فيها الآن، لكن في عالم اليوم، يبدو أن لا شيء مستحيل.

والسؤال الأهم: هل هذه التحولات في الموضة والتوجهات هي تعبير عن "تطور" أو "تحدي" للمفاهيم القديمة؟ أم أنها مجرد محاولة لركوب موجة الموضة الغريبة التي تجتاح العالم دون مراعاة لقيم أو تقاليد؟ 

ربما يرى البعض أن ارتداء الحلي النسائية هو تعبير عن "الحرية" و"التحرر" من القوالب النمطية، بينما يرى آخرون أنها محاولة بائسة لجذب الانتباه بأي طريقة ممكنة، في وقت أصبحت فيه الشهرة هي الهدف الأسمى، بغض النظر عن الوسيلة.

في النهاية، يبدو أننا أمام زمن "آخر زمن"، حيث لم يعد هناك ما هو مستبعد أو مستغرب. فالفنانون الذين كانوا في الماضي يقدمون لنا فنًا يعبر عن قضايا المجتمع، أصبحوا اليوم مشغولين أكثر بما يرتدونه وما يظهرون به في الحفلات والصور الترويجية. وبينما يستمر الجمهور في التهكم والسخرية، يظل السؤال: إلى أين تتجه هذه الموضة الغريبة؟ وهل سيتحول الفن في المستقبل إلى مجرد استعراض للملابس والحلي بدلاً من أن يكون رسالة تعبر عن الفن الحقيقي؟

من يعلم؟ ربما في الحفل القادم سنرى نجمنا المفضل يرتدي البيبي دول