كانت "الله أكبر" هي كلمة السر التي صنعت الفرق في نصر حرب أكتوبر، تلك الكلمة التي انطلقت من أفواه جنود مصر في يوم العبور العظيم، 6 أكتوبر 1973، لتملأ سماء سيناء بعد تحطيم خط بارليف وعبور قناة السويس، مُلهمة الجنود بالقوة والعزة المستمدة من الله.
لم تكن مجرد كلمة، بل كانت صوت المعركة الذي أطلقه الجنود وهم يجاهدون في سبيل الله على أرض المعركة، فشعروا بعظمة الله وقوته ووجوده معهم، ما منحهم الثبات والشجاعة لتحقيق الانتصار.
سعد الدين الشاذلي وقصة مكبرات "الله أكبر" على جبهة أكتوبر
يروي الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر، في مذكراته كيف تم اتخاذ قرار جعل "الله أكبر" النداء الذي يقود المعركة. في خضم التحضيرات للحرب، دخل الشاذلي على اللواء عبدالمنعم واصل، قائد الجيش الثالث الميداني، فوجده يراجع الخطبة التي كان يعتزم إلقاءها على الجنود قبل بدء القتال.
لكن الشاذلي، بدهائه العسكري، لفت انتباهه إلى أن وسط ضجيج المعركة وهدير المدافع، لن يتمكن أحد من الاستماع إلى الخطبة. وهنا خطرت له الفكرة: توزيع مكبرات صوت على طول الجبهة لتكون "الله أكبر" هي النداء الموحد.
سر التكبير في المعركة
بالفعل، اتصل الشاذلي بمدير إدارة الشؤون العامة وطلب منه تدبير 50 مكبر صوت من نوع ترانزيستور ليتم توزيعها على الجنود. وفي صباح اليوم التالي، كانت مكبرات الصوت جاهزة، ووضعت على كل كيلومتر من الجبهة، حيث وُزّع جنود مكلفون بترديد "الله أكبر" عبر المكبرات.
وعندما حانت لحظة العبور في العاشر من رمضان، الموافق السادس من أكتوبر، الساعة الثانية والنصف ظهراً، اشتعلت الجبهة بنداء "الله أكبر"، تردده عشرات الآلاف من الجنود وهم يعبرون القناة ويتقدمون نحو خط بارليف، لتظل تلك الكلمة رمزًا لانتصار العزة والإيمان في حرب أكتوبر المجيدة.