رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

في حال استشهاد السنوار .. هل تستسلم حماس؟

المصير

الخميس, 17 أكتوبر, 2024

06:17 م

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية مؤخرًا عن اغتيال يحيى السنوار، قائد حركة حماس وأحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، والذي تصنفه إسرائيل العدو رقم واحد منذ بداية عملية "طوفان الأقصى". هذه الأنباء التي نفتها حركة حماس حتى الآن تثير تساؤلات جدية حول مستقبل الحركة في حال صحتها. فهل يمكن أن يقود استشهاد السنوار حماس إلى التفاوض مع إسرائيل وقبول شروطها، أم أن هذا الحدث سيعزز من إصرار الحركة على مواصلة مقاومتها؟

مستقبل حماس بعد السنوار

تاريخ حماس يُظهر بوضوح أن استشهاد قادتها لم يكن يومًا سببًا للتراجع أو الاستسلام. بل على العكس، فقد اعتبرت الحركة دائمًا أن النصر أو الشهادة هما الخياران الوحيدان أمامها. فمنذ اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة عام 2004، مرورًا باستشهاد عبد العزيز الرنتيسي، مهندس الانتفاضة الثانية، ويحيى عياش، "المهندس" الذي كانت بصماته واضحة في تكتيكات المقاومة، لم تهتز حماس أو تخضع لضغوط إسرائيلية. كل عملية اغتيال كانت تدفع الحركة إلى مزيد من التماسك والصلابة.

إضافة إلى ذلك، اغتيال أحمد الجعبري في عام 2012، قائد كتائب القسام، والعديد من قيادات الصف الأول لم يكن سوى عامل لتجديد العزيمة والتمسك بالمقاومة المسلحة كخيار استراتيجي. حتى محاولة اغتيال إسماعيل هنية مؤخرًا في طهران، والتي كانت من أكثر العمليات تعقيدًا، لم تثنِ الحركة عن مسارها المقاوم.

هل تقبل حماس بالتسوية؟

من غير المتوقع أن تقبل حماس بأي تسوية مع إسرائيل بناءً على شروط الاحتلال. فالحركة التي تأسست على عقيدة المقاومة لا ترى في الاستسلام خيارًا ممكنًا. وعلى الرغم من الضغوط الدولية والإقليمية، فإنها تستمد قوتها من دعم جماهيري وشعبي واسع داخل فلسطين وخارجها. بل إن خبر اغتيال السنوار، في حال صحته، قد يكون دافعًا إضافيًا للحركة للمضي قدمًا في نفس الطريق الذي سلكته منذ تأسيسها: طريق المقاومة حتى تحرير فلسطين.

حركات التحرر الوطني: دروس مستفادة

ليس غريبًا أن تجد حماس في تاريخ حركات التحرر الوطني العالمية نموذجًا للإلهام والاستمرارية. ففي الجزائر، استشهد العديد من قادة الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، لكن ذلك لم يثنِ الشعب الجزائري عن تحقيق استقلاله عام 1962. وكذلك في فيتنام، اغتيل القائد هو تشي منه، لكن الثورة الفيتنامية استمرت حتى نجحت في طرد القوات الأمريكية.

نفس النموذج يتكرر في كل حركات التحرر الوطني: الاغتيالات، بدلاً من أن تكون سلاحًا لقمع الشعوب، تحولت إلى وقود يغذي حركات المقاومة ويزيدها إصرارًا على النصر. حماس ليست استثناءً من هذه القاعدة، فهي تواصل رفع شعار "النصر أو الشهادة"، ولا يُتوقع أن تخرج عن هذا المسار مهما كان حجم الخسائر في صفوف قادتها.



في حال ثبوت اغتيال يحيى السنوار، فإن المستقبل لن يكون استسلامًا لحركة حماس. بل على العكس، من المتوقع أن يزيدها هذا الحدث صلابة وإصرارًا على متابعة طريق المقاومة. عقيدة حماس ثابتة وواضحة: المقاومة حتى التحرير، ولا يمكن لأي اغتيال أو ضغط سياسي أن يُثنيها عن هذا الهدف.