رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب: في يومه العالمي..هل يدعو الإسلام إلى الفقر؟

المصير

الخميس, 17 أكتوبر, 2024

03:42 م


تخصص منظمة الأمم المتحدة السابع عشر من أكتوبر في كل عام للاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر. العالم المتحضر يقاوم الفقر ويسعى إلى محاصرته وتقويضه. 

الفقر ذو أبعاد متعددة، بعضُها مرئيٌّ وبعضُها خفيٌّ، ولكنها مترابطة. المنظمة الأممية تسعى هذا العام إلى إبراز أحد أبعاد الفقر الخفية، وهو سوء المعاملة الاجتماعية والمؤسسية التي يعاني منها أولئك الذين يعيشون تحت مظلة الفقر المتهتكة.

كما ستدرس طرق العمل من أجل تحقيق الهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة لتعزيز المجتمعات العادلة والمسالمة والشاملة للجميع. 

تقول المنظمة: إن الأشخاص الذين يعيشون في فقر يواجهون مواقف سلبية؛ فهم يتعرضون للوصم والتمييز، والحُكم عليهم من مظهرهم أو لهجتهم أو عنوانهم أو افتقارهم إليه، ولومهم على وضعهم المادي، ومعاملتهم بأسلوب بالغ السوء.

 ترى "الأمم المتحدة" أن سوء المعاملة الاجتماعية يُنشئ بيئة لسوء المعاملة المؤسسية، فضلاً عن سلسلة من المواقف السلبية، مثل: عدم الثقة وقلة الاحترام والحرمان من الرعاية الصحية والتعليم والإسكان. ولا شك أن الدول التي تتسع مساحة الفقر فيها يمكن وصفها بـ"الدول الفاشلة"؛ لأنها عجزت عن تدبير الحدود الدنيا من مقومات الحياة لأفرادها. 

وهناك دول تفتح أبواب الحياة لشعوبها دون تمييز، ودول أخرى تفتحها لعدد محدود من الأفراد المقربين، وتغلقها بالضبة والمفتاح في وجوه غير المقربين ومَن لا يروقون لها. هناك دول تتلذذ بتجويع شعوبها؛ لأن ذلك يضمن لحكامها وكبار مسؤوليها تضخم ثرواتهم، تماهيًا مع المقولة الشهيرة: "تقتير هنا..وإسراف هناك"! شيوع الفقر بين قطاعات وفئات عديدة وكبيرة بين أبناء المجتمع مغامرة غير مأمونة العواقب دائمًا، ويتفاقم الخطر عندما يتم إغلاق مسارات الرزق عمدًا أمام فئة، وفتحها "ع البحري" أمام فئة أخرى؛ لضمان ولائها!.


عندما تعمل الدول على تجويع شعوبها تستدعي فورًا رجال الدين المُزيفين لإقناع العوام والسذج بأن الفقر أفضل من الغنى، وأن الفقراء سوف يدخلون الجنة قبل الأغنياء بمئات السنين الضوئية. وسوف يوهمونهم أيضًا بـأن الفقراء عيال الله.

 والغريب أن أفراد هذه العصابة الدينية متعددو الزيجات والفيللات والقصور والسيارات ويمتلكون حسابات جارية في بنوك محلية وخارجية!.


لو كان الفقر شيئًا محمودًا ما استعاذ منه النبي الكريم. ولو كان الفقر تمهيدًا لدخول الجنة ما تمناه على بن أبي طالب رجلاً ليُطيح بعنقه ويُرديه قتيلاً. ولو كان الفقر من علامات الرضا الإلهي ما ازدرى الشيخ محمد الغزالي مَن يُحرض عليه ويُحبب الناس فيه. يقول الشيخ الغزالي: " كل دعوة تُحبب الفقر إلى الناس٬ أو تُرضيهم بالدون من المعيشة أو تقنعهم بالهون فى الحياة أو تُصبِّرهم على قبول البخس، والرضا بالدنيَّة ٬ فهى دعوة فاجرة يُراد بها التمكين للظلم الاجتماعى٬ وإرهاق الجماهيرالكادحة فى خدمة فرد أو أفراد، وهى قبل ذلك كله كذبٌ على الإسلام٬ وافتراءٌ على الله."، مُردفًا: "سيقنعونك أن الفقر ليس عيبًا، وأن الله يحب الفقراء أكثر، وأن النبي عليه الصلاة و السلام كان فقيرًا، وأن القناعة كنز لا يفنى، وأن الزهد فضيلة، وأن الطمع زذيلة، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء. نوع جميل من المخدرات، سيجعلك تستمتع بفقرك، تستلذ بحاجتك، ترضى بضعفك و قلة حيلتك"!!
ولأنَّ الشيء بالشيء يُذكر..فإن مصر استطاعت في السنوات الأخيرة أن تقطع شوطًا طويلاً بالوقت الإضافي في التمكين للفقر.

 حيث اتسعت مساحته بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن البنك الدولي إلى أكثر من 30%، وهي نسبة تبقى دائمًا وأبدًا مرشحة للزيادة والطغيان في ظل الاهتمام الجارف من حكومة الدكتور مصطفى مدبولي به والدفاع عن وجوده واستمراره!