رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الجيش السوداني يحقق انتصارات هامة في الخرطوم.. والبرهان يتهم الإمارات بدعم «ميلشيا الدعم السريع»

المصير

الجمعة, 27 سبتمبر, 2024

02:04 م

أفادت تقارير إعلامية بأن الجيش السوداني تمكن، اليوم الجمعة، من تحقيق انتصارات هامة في العاصمة الخرطوم، فيما وجه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، اتهامات لدولة الإمارات بدعم ميليشيا "الدعم السريع".


وأكدت التقارير أن الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع تجددت الجمعة في مناطق وسط وجنوب الخرطوم، وحول مصفاة النفط الرئيسية في منطقة الجيلي شمال العاصمة، مع تحليق كثيف للطيران الحربي التابع للجيش.


ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي بشأن سير المعارك، إلا أن منصات إعلامية موالية للجيش ذكرت أن مجموعات قتالية ومدرعات تابعة له تمكنت من عبور جسري الفتيحاب والنيل الأبيض من أم درمان إلى منطقة المقرن الاستراتيجية في شمال غرب الخرطوم.


وكانت وحدات الجيش قد شنت، الخميس، هجومًا اعتُبر الأوسع على الخرطوم منذ اندلاع النزاع في منتصف أبريل 2023، لكنها انسحبت ليلاً إلى مواقع تمركزها في أم درمان بعد معارك دامية استمرت لأكثر من سبع ساعات، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الطرفين، بحسب تقارير غير رسمية.


وتتركز الاشتباكات في منطقة السوق العربي بوسط الخرطوم، وحول مواقع استراتيجية شمال غرب المدينة، بالإضافة إلى المناطق المتاخمة لسلاح المدرعات جنوب العاصمة.


وفي منطقة الخرطوم بحري، استمرت الاشتباكات بشكل متقطع في منطقة الكدرو شمال المدينة، والتي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها منذ اندلاع الحرب، فيما تواصلت الاشتباكات بوتيرة أعنف حول مصفاة النفط الرئيسية في منطقة الجيلي، التي تربط بين العاصمة وولاية نهر النيل.


واندلعت الاشتباكات فجر الخميس إثر هجوم شنه الجيش من محور أم درمان، محاولاً عبور جسرين رئيسيين نحو الخرطوم والخرطوم بحري، بدعم من طلعات جوية مكثفة، بينما ردت قوات الدعم السريع، التي تسيطر على معظم مناطق الخرطوم والخرطوم بحري، باستخدام المدفعية الثقيلة.


وسط هذا الوضع، تزداد المخاوف على سلامة المدنيين المحتمين بمنازلهم في الأحياء السكنية، حيث أوردت تقارير مقتل وإصابة عدد منهم نتيجة شظايا القصف العنيف المتبادل، وسط غياب تام لسيارات الإسعاف.


ويحاول الجيش استعادة السيطرة على الجسور الرابطة بين مدن العاصمة، التي فقدها لصالح قوات الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى للنزاع. وتواصل قوات الدعم السريع تعزيز تمركزاتها للحفاظ على تلك الجسور.


من بين 10 جسور رئيسية تربط مدن العاصمة السودانية الثلاث - الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري - على النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل، تسيطر قوات الدعم السريع على 6 منها، بينما يسيطر الجيش على جسر واحد فقط. أما جسر شمبات، الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، فقد خرج من الخدمة بعد تعرضه لضربة في نوفمبر الماضي، في حين يتقاسم الطرفان السيطرة على جسري الحلفايا والفتيحاب.


البرهان يتهم الإمارات بدعم ميليشيا "الدعم السريع"


في سياق متصل، ألقى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، كلمة يوم الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار فيها إلى تأييده لجهود إنهاء الحرب المدمرة في بلاده، شريطة أن تنهي "احتلال" قوات الدعم السريع للأراضي السودانية.


وذكر البرهان في كلمته أن بعض دول المنطقة تقدم التمويل والأسلحة والمرتزقة لقوات الدعم السريع، دون ذكر أسماء تلك الدول بشكل صريح.


وأضاف البرهان: "إننا في حكومة السودان مستعدون للانخراط في أي مبادرة تنهي هذه الحرب، بشرط أن تدعم الملكية الوطنية للحل وتنهي احتلال الميليشيا المتمردة للمناطق المختلفة"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.


وأكد أن الحكومة المدعومة من الجيش لن تقبل مشاركة أي دولة تدعم قوات الدعم السريع في عملية السلام، مشددًا على ضرورة أن تشمل أي عملية تسليم تلك القوات لسلاحها، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.


واختتم البرهان كلمته قائلاً: "نحن ماضون في هزيمة هؤلاء المعتدين مهما وجدوا من دعم ومساندة".


تصريحات البرهان جاءت بعد شن الجيش، الخميس، هجومًا باستخدام المدفعية الثقيلة والضربات الجوية، لاستعادة أراضٍ في الخرطوم. وكان الجيش قد رفض الشهر الماضي المشاركة في محادثات قادتها الولايات المتحدة في سويسرا، بهدف تحسين وصول المساعدات الإنسانية ورسم مسار نحو وقف إطلاق النار في السودان.


وأرجع الجيش رفضه إلى مشاركة الإمارات في تلك المحادثات، على خلفية تقارير تفيد بأنها قدمت دعماً مادياً لقوات الدعم السريع، وهي تقارير وصفها خبراء من الأمم المتحدة بأنها "ذات مصداقية". إلا أن الإمارات نفت أي تورط في إرسال أسلحة لتلك القوات.


وفي ختام كلمته، شدد البرهان على أن الحكومة السودانية المدعومة من الجيش تعمل جاهدة لضمان وصول مواد الإغاثة إلى المحتاجين، في ظل اتهامات من موظفي إغاثة بأن الجيش وقوات الدعم السريع يعوقان جهود إيصال المساعدات، بل وتتعرض الأخيرة لنهب إمدادات الإغاثة.