رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

بعد رحيل عباس كامل عن المخابرات العامة .. تعرف على تاريخ الجهاز وأهم العمليات التي قام بها

المصير

الأربعاء, 16 أكتوبر, 2024

10:32 م

في خطوة  أثارت اهتمام الأوساط السياسية والأمنية في مصر وخارجها، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العامة المصرية، خلفًا للواء عباس كامل الذي تم تكليفه بمهمة جديدة كمستشار أمني للرئيس ومبعوث خاص له. هذه الخطوة تعيد تسليط الضوء على أحد أهم الأجهزة الأمنية في مصر، الذي يلعب دورًا محوريًا في حماية الأمن القومي المصري ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.



 جهاز المخابرات العامة المصرية: تاريخ حافل بالأدوار الهامة

تأسس جهاز المخابرات العامة المصرية في عام 1954 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وذلك بعد الثورة المصرية عام 1952 التي أطاحت بالنظام الملكي. كان الهدف الرئيسي من إنشاء الجهاز هو حماية الأمن القومي المصري من التهديدات الخارجية، إلى جانب مراقبة الأنشطة التي قد تشكل خطرًا على استقرار الدولة. 

منذ تأسيسه، أصبح الجهاز ركيزة أساسية في هيكل الأمن القومي المصري، وتجاوز دوره الحدود التقليدية ليصبح لاعبًا مؤثرًا في مجالات الدبلوماسية، والسياسة الإقليمية، والمفاوضات الدولية. ويتمتع الجهاز بسمعة عالمية قوية في مجال العمل الاستخباراتي، ويُعد من أبرز أجهزة المخابرات في منطقة الشرق الأوسط.



 تصنيف الجهاز عالميًا

يُصنف جهاز المخابرات العامة المصرية ضمن أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم، وذلك بفضل أدائه البارز في التصدي للعديد من التهديدات على مدار العقود. لا يقتصر دوره على جمع المعلومات وتحليلها، بل يمتد إلى تنفيذ عمليات معقدة على المستويين المحلي والدولي، مما يجعله محورًا رئيسيًا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومواجهة التهديدات الخارجية. هذا التصنيف يأتي نتيجة النجاح المستمر في إحباط محاولات تهديد الأمن المصري، بالإضافة إلى عمليات أخرى على المستوى الإقليمي والدولي.



 أبرز العمليات التي نفذها جهاز المخابرات العامة

على مدار تاريخه الطويل، نفذ جهاز المخابرات العامة المصرية العديد من العمليات الهامة التي ساهمت في حماية مصر واستقرارها. من بين أبرز هذه العمليات:

1. *رأفت  الهجان*: تعد واحدة من أكثر العمليات شهرة في تاريخ المخابرات المصرية. حيث تم تجنيد "رفعت الجمال" المعروف باسمه الحركي "رأفت الهجان" والذي تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي كمصدر للمعلومات الاستخباراتية الحساسة، مما ساهم في إحباط العديد من المخططات الإسرائيلية ضد مصر.

2. *عملية تصفية العملاء*: نفذت المخابرات العامة عدة عمليات تصفية لعملاء مزدوجين أو متورطين في التجسس لصالح جهات أجنبية، والتي كشفت عن تواطؤ بعض الأفراد في محاولات لتسريب معلومات حساسة إلى العدو.

3. *التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب*: في العقود الأخيرة، لعبت المخابرات العامة دورًا بارزًا في مكافحة الإرهاب، سواء من خلال التنسيق مع أجهزة استخبارات دولية أو عبر تنفيذ عمليات ميدانية للقضاء على قيادات تنظيمات متطرفة كانت تسعى لاستهداف الأمن المصري.



5. *إحباط محاولة اغتيال السادات*: قبل اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، كان جهاز المخابرات العامة قد تمكن من إحباط عدة محاولات لاغتياله، إلى جانب عمليات أخرى لإفشال مخططات تستهدف قيادات مصرية بارزة.

عباس كامل: مرحلة جديدة

تم تعيين اللواء عباس كامل في عام 2018 رئيسًا لجهاز المخابرات العامة، بعد أن شغل عدة مناصب هامة، منها مدير مكتب الرئيس السيسي. ويُعد عباس كامل من الشخصيات المقربة من الرئيس، ولعب دورًا محوريًا في إدارة العديد من الملفات الحساسة على المستوى الداخلي والخارجي، بما في ذلك ملف العلاقات المصرية مع قطاع غزة وإسرائيل، والمفاوضات مع القوى الدولية بشأن القضايا الإقليمية.

قرار السيسي بتعيين عباس كامل مستشارًا أمنيًا له ومبعوثًا خاصًا يشير إلى الدور المستمر الذي سيلعبه كامل في السياسة المصرية، حيث سيواصل إشرافه على بعض الملفات الأمنية الكبرى، ولكن من موقع مختلف. 


 المستقبل بعد التعيين الجديد

في ظل التحديات الراهنة التي تواجه مصر، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب أو التعامل مع الملفات الإقليمية المعقدة مثل الأوضاع في ليبيا والسودان وملف سد النهضة، فإن تعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العامة يأتي في وقت حساس. يتطلب الأمر من القيادة الجديدة الحفاظ على النهج القوي الذي سارت عليه المخابرات المصرية خلال العقود الماضية، مع تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لمواجهة التهديدات المستمرة.

ختامًا، يبقى جهاز المخابرات العامة المصرية أحد الأعمدة الراسخة في الدفاع عن مصر، ومن المتوقع أن يواصل لعب دوره المحوري في حماية الأمن القومي المصري في ظل التغيرات السياسية والأمنية التي يشهدها العالم اليوم.