"بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله بسم الله"، بهذه الصيحات سطر جنودنا البواسل بداية ملحمة العبور العظيمة، ملحمة وصل صداها إلى كل مكان، ليحمل فنانو وأدباء ومفكرو مصر لواء الجبهة الداخلية يشيدون بها حائطا صلبا استند إليه الجيش في معركة المجد والشرف، حرب السادس من أكتوبر.
وبينما كان جنودنا يخوضون حرب العزة لتحرير الأرض، خاض فنانون وأدباء وإعلاميو مصر حربا أخرى موازية لشحذ الهمم واستنهاض العزائم يوحدون بها الجبهتين العسكرية والشعبية على قلب رجل واحد، ليسارع كل مصري في موقعه بين متبرع بالدم أو متطوع في المستشفيات أو فنان ومفكر وإعلامي سخر منبره وقلمه وفنه بإبداع رفيع لشد أزر جنودنا في ساحات المعركة ومؤكدا محو الهزيمة بنصر مبين.
هذا النصر شكل محطة إلهام للشعراء والملحنين، إذ أطلق فنانو مصر عشرات الأغاني والأناشيد الوطنية التي تخلد نصرا لن ينساه التاريخ، إذ أشعل الموسيقار بليغ حمدي فتيل أغاني العبور لينير بأنشودته الشهيرة "بسم الله .. الله أكبر" طريق وقلوب ملايين المصريين ويشعل حماسة الجنود على الجبهة، لينطلق بعدها في تقديم العديد من الروائع، مثل "على الربابة" للفنانة وردة.
كما تقدم عبد الحليم حافظ مطربي مصر خلال هذه الفترة المجيدة، وقدم وحده نحو 18 أغنية بعد العبور، لعل أشعرها "عاش اللي قال"، كما كانت الدراما سباقة في توثيق وتخليد بطولات نصر أكتوبر المجيد، فقد تسابق العديد من صناع الدراما لإنتاج أعمال توثق وتخلد الدور الوطني والتضحيات الجليلة لأبطالنا البواسل وفي العبور وحتى أيامنا هذه منها "الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"حتى آخر العمر"، فضلا عن توثيق أعمال وبطولات الإعداد للحرب مثل مسلسل رأفت الهجان والسقوط في بئر السبع، وغيرها.