رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

اخترت أن أمضي بسلاحي وهو صوتي!! أم كلثوم.. صوت النصر في أحلك الأوقات

أيمن نادي الحنفي

الأحد, 6 أكتوبر, 2024

11:48 ص


في ذكرى نصر حرب أكتوبر المجيد، نسترجع كيف اجتمع الشعب المصري بكافة أطيافه لتحقيق النصر، حيث كان للفنانين دور بارز في تقديم أمثلة حية على مساندة الوطن، وبرزت كوكب الشرق، أم كلثوم، في هذه المواقف الوطنية، حيث لم يكن دورها مقتصرًا على فترة النصر فحسب، بل بدأ قبل ذلك بوقت طويل.

حملت السيدة أم كلثوم، مثلها مثل كل مصري، هم الوطن وآلامه منذ يونيو 1967. في إحدى تصريحاتها، عبرت عن معاناتها قائلة: "النوم خاصمني منذ النكسة، ولم يعد لي هم بالليل والنهار سوى دموعي". كانت تتوجه إلى الله في صلواتها، تضرعًا أن يمد مصر ببصيص من الأمل.

وتشير الشهادات إلى أن أم كلثوم كانت تعتزل الناس وتختبئ في "بدروم" فيلتها بالزمالك بعد هزيمة 5 يونيو.

 وبعد فترة، خرجت من البدروم وسمعتها تقول: 'لازم نلم البلاد العربية حوالين مصر'".

ولم تكتفِ كوكب الشرق بالدعاء لمصر، بل أطلقت حملة "الفن من أجل المجهود الحربي، حيث قدمت العديد من الحفلات داخل وخارج مصر، حيث كانت تجمع الأموال لتسليح الجيش.

 يُقال إنها أحيت حفلاً بالإسكندرية حقق إيرادات بلغت 100 ألف جنيه، كما أحيت حفلاً في دمنهور بإيرادات بلغت 39 ألف جنيه، وحفلات في باريس جمعت نحو 3 ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت.

تاريخٌ مُشَرِّفٌ للفن المصري
وفي سياق متصل تأخذنا صفحات كتاب "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي"، الذي أصدره الباحث كريم جمال عن دار تنمية، إلى رحلة فنية تمتد بين المشرق والمغرب، حيث تتناول حفلات كوكب الشرق التي أقيمت لجمع التبرعات لإعادة بناء الجيش المصري بين عامي 1967 و1972. 

ويُبرز الكتاب أيضًا صمود الإنسان العربي في تلك الفترة الحرجة، ويعكس العلاقة بين السلطة والفنان من خلال تجربة أم كلثوم.

أم كلثوم، التي استلهمت من النكسة، صرحت: "أبَيت أن أستسلم لليأس... واخترت أن أمضي بسلاحي، وهو صوتي، أبذل ما أستطيع من جهد من أجل المعركة". 

هذا ما يبرز مواقفها الإيجابية في مواجهة التحديات، حيث جسدت قوة الإرادة والشغف الوطني.

في الفصل الأول من الكتاب، يستعرض جمال الحالة التي كانت عليها مصر قبل حرب يونيو 1967، موضحًا كيف كانت الجماهير العربية تُؤمن بالمشروع الناصري، مما يعكس روح الحماسة التي كانت تسود المجتمع آنذاك. 

وقد تزامن ذلك مع قرارات جريئة من القيادة المصرية، كان من أبرزها إعلان حالة التعبئة العامة وإغلاق مضيق العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية.

وتستمر الرواية لتبرز كيف كانت أم كلثوم تُعتبر رمزًا للثقة الوطنية، حيث أُطلق عليها شعار "أم كلثوم معكم في المعركة"، مما يدل على مكانتها الرفيعة في قلوب الجماهير.

أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة؛ بل كانت رائدة في العمل الوطني، حيث لعبت دورًا بارزًا في دعم المجهود الحربي. قصتها هي جزء لا يتجزأ من التاريخ العربي، تمثل رمزًا للصمود والعزيمة في مواجهة الصعاب.