في كواليس عالم الفن، وقعت معركة شرسة بين النجمتين ميادة الحناوي ووردة الجزائرية، حيث حاولت الأخيرة بكل الطرق إقصاء ميادة من الساحة الفنية في مصر.
بل وصل الأمر إلى حد تلفيق تهمة التجسس ضد ميادة بمساعدة زوجة الموسيقار محمد عبد الوهاب، نهلة القدسي. ورغم تلك المؤامرة، تدخل القدر في اللحظة المناسبة ليغير مسار الأحداث ويمنح ميادة فرصة التألق والنجاح.
البداية كانت عندما اكتشف الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الصوت الرائع لميادة الحناوي خلال زيارته لسوريا، فور سماعه لصوتها، قرر أن يتبناها فنياً ويشرف على تدريبها. بعد موافقة عائلتها، جاءت ميادة إلى مصر عام 1977 بصحبة شقيقها عثمان الحناوي، وسكنت في شقة خاصة تحت إشراف عبد الوهاب.
على مدار عامين، كانت ميادة تتردد على منزل عبد الوهاب للتدريب على يده، لكن هذا الوضع أثار غيرة زوجته، نهلة القدسي، رغم فارق العمر الكبير بين ميادة وأبناء عبد الوهاب.
خلال إحدى الحفلات التي أقامها عبد الوهاب لتقديم ميادة إلى الوسط الفني، كانت وردة الجزائرية من بين الحضور. عندما رأت ميادة، علقت ببرود قائلة لعبد الوهاب: "مش هي دي البنت الأمورة اللي كلمتني عنها؟". ورغم أن ميادة اقتربت منها فرحة لتحيتها، إلا أن وردة رفضت مصافحتها وتعاملت معها بأسلوب مهين.
و في محاولة لتخفيف التوتر، طلب عبد الوهاب من وردة أن تغني للحاضرين، لكنها غادرت الحفلة وهي تقول بسخرية: "خلي السورية تغنيلكم".
تصرفت وردة أثارت حزناً كبيراً في قلب ميادة، لكنها لم تكن النهاية، ففي الكواليس، تعاونت وردة مع نهلة القدسي لإبعاد ميادة عن عبد الوهاب، حيث كان الهدف حماية وردة لمجدها الفني، بينما كانت نهلة تسعى للحفاظ على استقرار علاقتها بزوجها.
نهلة القدسي تدخلت واتصلت بوزير الداخلية آنذاك، النبوي إسماعيل، وطلبت منه ترحيل ميادة من مصر، وتطورت الأمور بسرعة حينما تم تلفيق تهمة التجسس ضد ميادة.
رغم أن ميادة كانت تحمل إقامة مؤقتة في مصر، فوجئت ذات يوم باثنين من الضباط يقفان أمام منزلها، أخبروها أنه يجب عليها مغادرة مصر فوراً وإلا سيتم القبض عليها.
لم تكن ميادة تملك سوى 17 عاماً آنذاك، فاستسلمت للأمر الواقع وغادرت إلى لبنان دون حتى أخذ متاعها.
لكن القدر كان يحمل لها مفاجأة. بعد عامين من ترحيلها، وصل إليها الملحن الكبير بليغ حمدي، الذي كان يعيش في سوريا لفترة، حيث تعاون معها في عدد من الأغاني الخالدة مثل "أنا بعشقك"، "الحب اللي كان"، و"مش عوايدك"، لتبدأ مسيرتها الفنية اللامعة التي حطمت كل العقبات التي وُضعت أمامها.
هكذا انتهت مؤامرة وردة بالفشل، بينما نجحت ميادة في كتابة اسمها في سجل النجاحات.