رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

3 خيارات ستتعامل بها دولة الاحتلال مع جثمان السنوار

المصير

الجمعة, 18 أكتوبر, 2024

09:13 م

كتب: محمد أبوزيد 

بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال قائد المقاومة وقائد حماس و أيقونة الجهاد في غزة يحيى السنوار أمس الأول الأربعاء، في عملية لم يتم الكشف عن تفاصيلها الحقيقية حتى الآن، وأظهرت لقطات فيديو التقطتها كاميرات تابعة للموساد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وهم يأخذون جثة السنوار من المكان الذي تم اغتياله فيه، وهو يغطون جثمانه بغطاء أسود غالبا من البلاستيك. 


 ليبرز التساؤل حول كيفية تعامل إسرائيل مع هذه الجثمان .وأين سيتم حفظه، وهل تستخدم إسرائيل جثمان السنوار كورقة تفاوض في صفقة تبادل أسرى، أم ستدفنها في البحر كما فعلت الولايات المتحدة مع أسامة بن لادن، أم تلجأ لدفنها في مكان غير معروف؟ في هذا التقرير، سنحلل الخيارات المتاحة أمام إسرائيل، استناداً إلى تجاربها السابقة.


 استخدام جثة السنوار في صفقة تبادل أسرى

لطالما كانت صفقات تبادل الأسرى جزءاً من تكتيكات إسرائيل في التعامل مع القادة الفلسطينيين. في 2011، تم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني، وهو ما يشير إلى أن إسرائيل قد تستخدم جثة السنوار كورقة مساومة جديدة مع حماس، خاصة في ظل وجود جنود إسرائيليين أسرى لدى الحركة. 

ومن المؤكد أن جثة السنوار باعتباره أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية، يمكن أن تشكل رافعة تفاوضية هامة في أية مفاوضات مستقبلية، مما يتيح لإسرائيل تحسين شروطها في حال قررت الدخول في حوار مع حماس حول ملف الأسرى المتواجدين لدى حماس 

 دفن الجثة في البحر على غرار بن لادن

الخيار الآخر الذي قد تلجأ إليه إسرائيل هو دفن جثة السنوار في البحر، كما فعلت الولايات المتحدة مع أسامة بن لادن في 2011. هذا الخيار قد تتبعه تل أبيب لتجنب أي آثار رمزية قد تترتب على دفن السنوار في مكان معلوم، مما قد يحول قبره إلى مزار أو رمز للمقاومة الفلسطينية. إسرائيل قد تسعى بهذا الخيار إلى تقليل حدة تداعيات اغتياله،

 3. دفن الجثة في مكان غير معلوم

إسرائيل لها سجل طويل في التعامل مع جثث القادة الفلسطينيين من خلال دفنهم في أماكن غير معلومة. ومن أشهر الأمثلة على ذلك سياسة "مقابر الأرقام"، حيث تحتفظ إسرائيل بجثث عدد من المقاومين الفلسطينيين الذين قتلوا في عمليات سابقة، وتدفنهم تحت أرقام بدلاً من الأسماء لتفادي تحويلهم إلى رموز. دفن جثة السنوار في مكان غير معروف قد يكون خياراً لتجنب التداعيات الأمنية والسياسية المرتبطة بإبراز مكان قبره.

 تجارب إسرائيل السابقة في التعامل مع جثث القادة

من خلال العودة إلى التاريخ، نجد أن إسرائيل تعاملت مع جثث القادة الفلسطينيين والمقاتلين بطريقة مشابهة. على سبيل المثال، جثث مقاتلين مثل سمير القنطار وعماد مغنية كانت أدوات مساومة وضغط استخدمتها إسرائيل في لحظات سياسية مختلفة. كما أن إسرائيل استخدمت جثث الفلسطينيين لتحقيق مكاسب تفاوضية، حيث تم تبادل جثث شهداء مقابل إطلاق سراح جنود إسرائيليين في عدة مناسبات.

 التداعيات المحتملة لخيارات إسرائيل

أياً كان الخيار الذي ستتبعه إسرائيل، فإن التعامل مع جثة السنوار سيحمل معه تداعيات كبيرة. إذا قررت إسرائيل الاحتفاظ بالجثة واستخدامها كورقة ضغط، فقد تفتح بذلك المجال لمفاوضات قد تخدم مصالحها السياسية. على الجانب الآخر، إذا لجأت إلى دفن الجثة في البحر أو في مكان غير معروف


يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تعامل إسرائيل مع جثة يحيى السنوار. بالنظر إلى تجاربها السابقة، فإن الخيارات مفتوحة بين استخدام الجثة كورقة تفاوضية أو دفنها بعيداً عن الأنظار. في كلتا الحالتين، سيعتمد القرار على التوازنات السياسية والأمنية في المرحلة المقبلة، وعلى مدى استعداد إسرائيل لتحمل تداعيات هذا الخيار في ظل الصراع المستمر مع المقاومة، التي لم تقل كلمتها حتى الآن بعد اغتيال قائدها