كتب: محمد أبو زيد
في
قلب غزة، تلك المدينة التي لا تعرف الخضوع، أضاءت قناديل النور على مر السنين، ممثلة
في قادة ملؤوا الأرض عزة وشجاعة، وحفروا أسمائهم في محراب المقاومة بأحرف من نور. هؤلاء
القادة الذين لم يهابوا الموت، ساروا على درب الشهادة، فغدوا رموزًا خالدة في تاريخ
فلسطين المقاوم، وقناديل أضاءت ليل غزة وفلسطين والعالم كله.
ابتداءً
من الشيخ أحمد ياسين، مرورًا بعبد العزيز الرنتيسي، وصولًا إلى المهندس يحيى عياش وأحمد
الجعبري، وانتهاءً بالقائدين إسماعيل هنية ويحيى السنوار، قدمت حماس أعظم ما يمكن أن
يقدمه شعب مقهور: دماءً زكية وشهداء أبطال، لقوا ربهم جميعا شهداء فخلدهم التاريخ بأحرف
من نور، ولم يتوقف التاريخ مطلقا أمام قاتليهم ولم يذكرهم بحرف واحد ولا نعرف واحدا
منهم.
الشيخ أحمد ياسين.. قنديل الكلمة والموقف
الشيخ
أحمد ياسين، الرجل المقعد الذي هز عروش الطغاة، جسد بصوته الضعيف قوة لا تنكسر، فأصبح
رمزًا للمقاومة لا يضاهى. في صباح هادئ، في 22 مارس 2004، صارت الأرض تحت جنازيره مثقلة
بألم الشهادة. اغتالته يد الغدر الإسرائيلية، لكن فكره لم يُغتل، وترك خلفه إرثًا عظيمًا
من الصمود، محفورًا في وجدان الشعب الفلسطيني.
عبد العزيز الرنتيسي.. الأسد الذي لا يخاف
الرنتيسي،
الطبيب الذي اختار أن يداوي جراح وطنه بالسلاح والكلمة، لم يخش يومًا تهديدات العدو،
بل واجهها بصدور مفتوحة. في 17 أبريل 2004، قُطع قنديل حياته بقصف إسرائيلي جبان. لكن
روحه أبت الانطفاء، وترك خلفه شعلة ثورية مستعرة في قلب كل مناصر للمقاومة.
يحيى عياش.. المهندس الذي زلزل كيان دولة الاحتلال
يحيى
عياش، مهندس القنابل والمفكر الذي جعل من المقاومة علمًا وفنًا. برع في اختراق قلب
العدو ووجعه في أعمق نقاطه. في 5 يناير 1996، امتدت يد الخيانة لتغتاله، لكن اسمه أصبح
نبراسًا لكل مقاتل يطمح في إذلال المحتل.
أحمد الجعبري.. القائد العسكري الذي أرعب إسرائيل
الجعبري،
القائد العسكري البارز لحماس، كان أحد العقول المدبرة لأهم العمليات العسكرية ضد الاحتلال.
في 14 نوفمبر 2012، اغتالته غارة إسرائيلية، لكن روحه الثائرة ما زالت تسكن كل مقاتل
في غزة، رافعة شعار التحدي والمقاومة.
إسماعيل هنية.. الزعيم الذي لم يخش الغدر
إسماعيل
هنية، القائد الحكيم الذي قاد حماس في أصعب مراحلها. رغم كل محاولات الاغتيال التي
تعرض لها، ظل ثابتًا على مبدأ المقاومة. قيادة هنية عززت من مكانة حماس على الصعيد
السياسي والعسكري، لتبقى حماس في طليعة المشهد.
يحيى السنوار.. أيقونة غزة
وأخيرًا،
يحيى السنوار، القائد الذي جسد روح المقاومة في وجه العدو. السنوار، رغم الأسر والسجون،
خرج أقوى مما كان، قادرًا على إعادة بناء القوة القتالية لحماس. السنوار هو القنديل
الذي لا ينطفئ، رافعًا راية المقاومة في وجه العدو بلا تردد.، سيظل السنوار أيقونة
غزة حتى نهاية دولة الكيان الصهيوني، وسيظل استشهاده يوما للعزة والكرامة والصدق في
طلب الشهادة
حماس: كلما استشهد قائد اشتعلت القوة
لقد
ظنت إسرائيل أنها باغتيال كل قائد ستقضي على روح المقاومة، لكن ما حدث كان العكس تمامًا.
مع كل شهادة، تزداد حماس قوة وشراسة. تمامًا كالشعلة التي تشتعل أكثر بعد كل محاولة
لإخمادها، تتجدد حماس بقيادة جديدة وتنهض من جديد أقوى وأكثر عزمًا. وما القادة الشهداء
إلا وقودًا لهذا الجهاد المستمر.
في
كل لحظة ينطفئ فيها قنديل، يولد آخر. وهذا ما حدث ويحدث مع كل حركات المقاومة في العالم؛
فالمقاومة ليست أشخاصًا، بل هي فكرة، والفكرة لا تُقتل ولا تغتال ولا تسجن.