رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

معوض جودة يكتب: إلي الذين يفكرون بمؤخراتهم في استشهاد السيد

المصير

السبت, 28 سبتمبر, 2024

05:00 م

هل الشهادة فخر أم عار؟ أليست أسمى درجة يسعى المؤمن إليها؟ أم تراها عقاب يسعى ويطمح إليها كذبا الصادقون في إيمانهم؟  
هل أنت من يدخل الناس الجنة أو النار؟ إن لم يكن لك من الأمر شيء فقد أفضى الرجل إلى ما قدم.
هل قتل السيد يفرح العدو أم المقاومة؟ إن كنت فرحا فأنت في نفس صف العدو. فالقادة بشر ولهم أخطاء، أم تراهم معصومين وتحاكمهم لأنهم أخطأوا بوجهة نظرك؟ إن اعترفت ببشريتهم؛ فاجعل اخطاء المقاومة السابقة من الاجتهاد البشري؛ وقد تقاتل معاوية وعلي إبن أبي طالب كرم الله وجهه، ولكل اجتهاده.
لمن كانت تتصدى المقاومة وتقاتل الآن؟
هل المقاومة تؤلم العدو أم يفرح بضرباتها؟
هل انتهى أي احتلال دون مقاومة له؟
اليس عارا أن تكون بوقا لحكام هم وصمة عار على البشرية؛ وكنت تقبض من بعضهم، أو من منابر تروج لهم حتى القريب العاجل!
أين يقام الفرح، وأين المأتم في استشهاد القائد الآن؟ لعلك أقرب لتل أبيب. 
لماذا خاض الحزب المبارك معركة الإسناد؟ وكان يمكنه البقاء متفرجا كباقي الأنظمة، أو داعما للصهاينة كبعض الأنظمة التي تمالئهم.
عندما تستدعي ما حدث في الثورة السورية، ودعم حزب الله لنظام بشار الأسد وتقيم على تلك الفتنة ولا تبرحها؛ فأنت مثل الشيعة تماما؛ هؤلاء الذين يكفرون معاوية ويلعنونهح لأنه قاتل عليا عليه السلام، مع الفارق الكبير بين الإمام علي والمعارضة السورية التي كانت مأجورة بكل معنى الكلمة.
 
حين تقيم على تلك المقبرة، ولا تبرحها لما يحدث الآن في المنطقة، من مذابح لغزة وأهلها، وكنت في السابق عند بعض بلدان الخليج مأجورا، وتسرع فرحا بمقتل السيد نصر الله، معتبرا ذلك عقاب من الله؛ فأنت من الخفة والسفه بصورة يرثى لها، حتى لو كنت تعتبر نفسك مفكرا، أو مصلحا، أو ذاتا متضخمة لا تشبه الآخرين.
تمر المنطقة بفترة كقطع الليل المظلم؛ ولو تخلت إيران عن دعم المقاومة وصفت مع الكيان المسرطن لكل قيم الإنسانية، لحل بالعرب خراب لا قبل لهم به، ولن يجدوا لهم ناصرا أو داعما؛ حال قرر الكيان ابتلاع العرب، او اغتصابهم متى أراد.
ليس من مصلحة ماتبقى من العرب خسارة تركيا، أو إيران، أو اطفاء جذوة نار المقاومة؛ ومتى حدث ذلك، فأقرأ على العرب الفاتحة حتى قيام الساعة.
ما نأمله أن يكون استشهاد السيد، مجرد محطة في مسار يبدو أنه سيكون طويلا، تنهض بعده المقاومة؛ لتنافح عن وطن كسيح، وشعوب كالدجاج، وقعت وسط حظيرة من الثعالب؛ والحراس ماجورون أو عملاء أو عجزة.
ما ندعو الله به أن لا تنصرف إيران عن دعم المقاومة، وأن لا تكف المقاومة يدها عن العدو، وأن تنهض الشعوب من رقادها، أو مواتها، لتصنع نهضة تواجه بها عدو متربص، لا يدخر جهدا لتمزيقها ونهشها ونزع كل وسائل المقاومة عنها حتى أظافرها.