كتب أحمد حمدي
تُعد مشاجرات الميراث في صعيد مصر ظاهرة متكررة، وتعود أسبابها غالبًا إلى النزاعات العائلية حول تقسيم الأراضي الزراعية والممتلكات بعد وفاة أحد أفراد الأسرة.
في المجتمعات الصعيدية، تحظى الأرض بمكانة خاصة، حيث تمثل مصدرًا أساسيًا للرزق والقوة الاجتماعية، مما يجعل الخلافات حولها تتفاقم بسرعة وتتحول إلى مشاحنات عنيفة.
تتخذ هذه المشاجرات في بعض الأحيان طابعًا دمويًا، حيث يلجأ المتنازعون إلى استخدام الأسلحة النارية وأدوات أخرى للسيطرة على الأرض أو الممتلكات، ما يؤدي في الكثير من الحالات إلى سقوط قتلى وجرحى. هذا النمط من العنف العائلي ناتج عن التمسك الشديد بالأعراف القبلية، وضعف اللجوء إلى القانون لحل النزاعات، مما يدفع البعض إلى اتخاذ العنف وسيلة لحسم الخلافات.
ورغم الجهود الحكومية والمحلية للحد من هذه الظاهرة من خلال نشر الوعي القانوني وتعزيز دور المصالحات القبلية، إلا أن مشاجرات الميراث لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا في مناطق الصعيد.
وشهدت قرية الشامية التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط حادثًا مأساويًا، حيث أسفرت مشاجرة مسلحة بين أفراد من عائلة واحدة عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
وقع النزاع بسبب خلافات حول ميراث قطعة أرض زراعية، ما أدى إلى تصاعد الأحداث واستخدام الأسلحة النارية. من بين المصابين، أصيب اثنان بطلقات نارية، بينما تعرض الستة الآخرون لحروق خطيرة.
تلقت الأجهزة الأمنية إخطارًا بالحادثة، وعلى الفور توجهت قوات الشرطة وسيارات الإسعاف إلى موقع المشاجرة. وكشفت المعاينة عن وفاة الأب واثنين من أبنائه، بالإضافة إلى ابن شقيقه. تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما باشرت السلطات التحقيق في الواقعة لضبط المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.