تشهد لبنان، وخاصة الجنوب، تصاعدًا خطيرًا في العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر الماضي ولا يزال مستمرًا، وسط انتهاكات صارخة للقوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
ووفقًا لتقارير أولية، بلغت حصيلة الضحايا حتى الآن 200 شهيد، فيما تجاوز عدد المصابين 800 جريح.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية خلال اليومين الماضيين عن مقتل 100 شخص وإصابة 400 آخرين جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق مختلفة في جنوب لبنان، صباح وظهيرة الاثنين.
وشمل الضحايا عددًا من الأطفال والنساء والمسعفين، مما يعكس حجم الدمار والمعاناة التي يتعرض لها المدنيون.
وأكدت مراسلة "سكاي نيوز عربية" أن الطيران الإسرائيلي نفذ سلسلة من الغارات على مناطق جنوبية مثل جبل الريحان، البرج الشمالي، زبقين، أطراف القاسمية، وكفر رمان، بالإضافة إلى مناطق في البقاع الشمالي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت مواقع أسلحة لحزب الله، متهماً الحزب بتخزين أسلحة في منازل مدنية.
يستمر الوضع في التدهور مع تصاعد القتال، وسط دعوات دولية لوقف العنف والبحث عن حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من الخسائر البشرية.
صرّح آندريا تيننتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، لوكالة رويترز، أن القوة شهدت تصعيدًا كبيرًا في القصف الإسرائيلي عبر جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية امتدت ليس فقط إلى المناطق القريبة من الخط الأزرق، الذي يمثل الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بل أيضًا إلى عمق الأراضي الجنوبية للبنان.
يأتي هذا التصعيد وسط أعنف المواجهات الحدودية منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وذلك بالتزامن مع الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مقطع فيديو نشره مكتبه: "نقوم بتكثيف هجماتنا في لبنان، وسنواصل عملياتنا حتى نتمكن من إعادة سكان شمالي إسرائيل إلى منازلهم بسلام". ودعا الإسرائيليين إلى التحلي بالهدوء خلال هذه الفترة الصعبة.
كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن غارات جوية وشيكة ستستهدف منازل في لبنان تُستخدم لتخزين أسلحة من قبل حزب الله.
في غضون ذلك، أفاد مراسل رويترز في جنوب لبنان بأن سكان المنطقة تلقوا مكالمات هاتفية من أرقام لبنانية تحذرهم من الاقتراب لمسافة أقل من ألف متر من مواقع يستخدمها حزب الله.
وأكد وزير الإعلام اللبناني، زياد المكاري، أن وزارته تلقت مكالمة مشابهة تأمر بإخلاء المبنى، لكنه وصف هذه التحذيرات بأنها "حرب نفسية".
وفي إفادة تلفزيونية، أصدر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، تحذيرات مماثلة تم تعميمها على الشبكات والمنصات باللغة العربية.
من جهتها، أعلنت جماعة حزب الله يوم الاثنين أنها شنت هجمات صاروخية على ثلاثة أهداف داخل إسرائيل، ردًا على الغارات الإسرائيلية المكثفة على جنوب وشرق لبنان منذ صباح اليوم.
وأفادت الجماعة بأنها استهدفت "المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة احتياط فرقة الجليل، ومجمع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل قرب حيفا".