رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب: أن تكون بذيئًا!

المصير

السبت, 19 أكتوبر, 2024

01:54 م

فُحشُ الكلام صارَ شعرًا، ورديءُ النظم غَدا إبداعًا، وقبيحُ الوصف أصبح إلهامًا، ودنيء السبكِ ادَّعوه وحيًا، وشيطنة الحرف جعلوه ذكاءً، والإساءة إلى الذات الإلهية في زمن العُهر اعتبروها حرية شخصية!

تارةً..الإلهُ يُزغط البط في "شُرفة ليلى مراد". وتارة ثانية.. جعلوه في "بنات الألم" أنثى مُحبة، وتارة ثالثة..يعبث أحدهم في حدود الله وشرائعه، وتارة رابعة..يتطاول عليه ناشط متقاعد في محبسه، فاعتبروه بطلاً مغوارًا، وبايعوه زعيمًا لهم..تعالى الله العظيم عما يصفون!

أقصر طريق للشهرة والمال والجوائز في هذا الزمان هو التطاول على رب الأرض والسماء، وإياك أن تغضب..حذارِ أن تحزن..لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي! سوف يصرخون في وجهك: اسكت..اصمت..اخرس؛ فالإله لا يحتاج إلى مدافعين أو حُراس..اتركه يدافع عن نفسه إن أراد..أو إن استطاع إلى الذود عن نفسه سبيلاً! سوف يتصايحون: اطردوا هؤلاء من قريتكم؛ إنهم أناس يتطهرون؛ فالطهرُ في زمن النجاسة إثمٌ عظيمٌ! سوف يرهبونك؛ لتلتزم الجُبنَ..وسوف يرفعون المسيئين إلى أعلى عليين؛ لتقتلك الحسرة، أو تُغيِّر المسار!

 كما منحوا صاحب "الإله يزغط البط" أرفع جوائزهم من قبل.. فإنهم سوف يرشحون كل متطاول ومسيء ومتجاوز وبذيء لارتقاء منصَّات التتويج والظفر بجوائزهم ونياشينهم وأوسمتهم.. والاستمتاع بأموال الشعب والحياة والعلاج على نفقته الخاصة.

إياك أن تلتزم الجادَّة، إياك أن تنحاز للحق، إياك أن تخاصم الباطل، إياك أن تكون صاحب موقف أو مبدأ؛ فسوف تدهسك القطعان دهسًا، وتطحنك طحنًا، وإن نجوت منهم بحياتك، فلن يتركوك قبل أن يعلنوا نعيك على رؤوس الأشهاد، ويشمتوا فيك شماتة العواهر من النساء والنائحات المستأجرات.

قد يكون الحق مزعجًا للذين اعتادوا على ترويج الباطل، حتى صدقوه، ولكن اعلم أن هناك ساعة حرِجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، فاختر مع أي الفريقين تريد أن تبقى، ومع مَن تريد أن تكون.

أمّا أنتم أيها المُعممون المُغيبون فادخلوا مساكنكم..أغمِدوا أقلامَكم..ابلعوا ألسنتَكم..زادكم الله جُبنًا على جُبنكم، ونذالة إلى نذالتكم..أتخشون الناس واللهُ أحقّ أن تخشوَه؟!

أيها المُعممون المُغيبون..قبَّحكم الله أينما كنتم..لا عاصم لكم اليوم من أمر الله. ضعوا رؤوسكم في الرمال أو الطين أو ما دون ذلك، طبِّعوا العلاقات مع الملاحدة والزنادقة واتخذوهم أصدقاء وأخلاء وأولياء من دون الله؛ فكل هذا يليق بكم وتليقون به. تدَّعون الحياد في أمر لا يقبل القسمة على اثنين. المحايد هو شخص لم ينصر الباطل، لكنه خذل الحق، وأنتم تخذلون الحق وأنتم تعلمون. نصرة الحق شرف، ونصرة الباطل سَرف..إن كنتم لا تعلمون. اخدعوا أنفسكم بـ"أميتوا الباطل بالسكوت عليه".ألا إنكم أنتم الباطل بعينه والضلال ذاتُه وورثة أبي جهل و أصدقاء أبي لهب وندماء حمالة الحطب ورفقاء مسيلمة الكذاب..وعند الله تجتمع الخصوم!