سامح لاشين يكتب : سر الدولار في "الفويل .. والشيكولاتة"

و قبل الإجابة  هناك ملحوظة استهلالية تتمثل أن هذه السلع يستفيد منها الشرائح العليا من المجتمع والتي  لا تمثل القطاع العريض من الشعب المصري مما يجعلنا نقول أن شرائها  الذي تسبب في زيادة سعر الدولار كان وبالا  على  الفقراء الذين  يتكبدون نتائج إستيرادها و تسببت في معاناتهم ومكابدتهم في شراء السلع الأساسية التي يتم استيرادها ايضا بالعملة الصعبة ومن ثم  أرتفعت على قدرتهم الشرائية وهذا بالتأكيد في حالة تسليمنا أن شراء هذه السلع هي المسئول الوحيد عن إرتفاع الدولار. 

 لكن الحقيقة غير ذلك وهي  أن هناك أسباب أخرى  جوهرية لن يذكروها لنا فهم أبرياء من زيادة الدولار ونحن السبب نحن من نستدين .. نحن من نضخ الدولار  في مشروعات غير إنتاجية .. نحن الشعب وراء كل السلبيات .. نحن لم ننتج ولا نعمل مما جعل فاتورة الاستيراد تزيد . 

 ألمّ يكن استمرار سياسة الاستدانة تمثل سببا في زيادة أسعار الدولار و إنخفاض قيمة الجنيه ، وذلك بسبب زيادة  فواتير سداد أقساط خدمة الدَّيْن والتي تسدد بالدولار مما جعل الحكومة تبحث عنه في كل مكان  ، وكل من أمتلكه أخفاه عن الأعين ونضب بالبنوك وقفزت أسعاره    . 

ألمّ تكن  اشتراطات صندوق النقد بعد كل دفعة دّّيْن جديدة  بضرورة تحريك سعر الصرف وخضوعه للعرض والطلب وعدم تثبيته في ظل زيادة الطلب عليه  مما أدى إلى زيادة سعره و فقدان قيمة العملة المحلية بشكل مُهين سببا في زيادة سعر الدولار   . 

ألمّ تكن المشروعات غير الإنتاجية ولعبة اقتصاد النقود الساخنة سببا تقف وراء سقوط الجنيه وزيادة أسعار الدولار ومن ثم الغلاء الفاحش والتضخم الذي نهش في جيوب أهل المحروسة وانخفاض دخولهم   . 

ألمّ يكن الإنخفاض الحاد في تحويلات المصريين في الخارج بسبب منعه عن أصحابه سبب في العزوف عن التحويلات وانخفاض الدخل الدولاري وأدى لزيادة أسعار العملة واللجوء للسوق الموازية بعيدا عن الجهاز المصرفي لأنه يمنح الدولار بسعر أعلى كان سببا في زيادة أسعاره  . 

وهل نسيتم بطلكم  الرئيسي في زيادة اسعار الدولار المتمثل في الحرب الروسية الأوكرانية .. وأصبحت اليوم "الشيكولاتة" ، و "الفويل" وقطع الجبن السويسري بالتأكيد أنا لا أدافع عن الاستيراد لكن أنا ضد الاختزال الذي يُغيّب أسباب جوهرية أخرى تعود للسياسات التي تم انتهاجها في أكتوبر ٢٠١٦ وحتى يومنا هذا ثم نجيب على سؤال ما الذي جعل الدولار يزيد بهذه البساطة ونُرغم جميعا  على ضرورة التسليم دون مناقشة .  

وما ذكرته هو بعض من كل ويصلح أن يكون كل سبب موضوع منفرد به الكثير من التفاصيل عن السياسات الاقتصادية إلا أنها محاولة عابرة لعدم التسليم بكل ما يقال لنا . 

إذا إحصائيات وأرقام شراء عدد من السلع والمنتجات "المستوردة "خلال ١٠ سنوات لم تكن هي المسئول الوحيد عن ارتفاع الدولار وانخفاض قيمة العملة المحلية بل كل هذه الأسباب السابقة تقف مجتمعة وراء زيادة سعر الدولار واستنزاف الجيوب واتساع الهوة بين الطبقات ولازال المستقبل يحمل الكثير   .