كتب - شريف سمير:
كرسى أطفال .. فراش ملطخ بالدماء .. وأشياء أخرى غريبة .. عند هذه النقطة والأمر عادى ولايثير الريبة حتى ولو كان الحديث عن نفق سرى تحت الأرض، ولكن إذا ذكر اسم "يهودى" بجوار النفق، هنا تتفجر الأسئلة وتحتار العقول .. ويبدأ التحقيق!!
وفجأة ودون إنذارات، عثرت السلطات الأمريكية على نفق غريب تحت أكثر شوارع ولاية نيويورك ازدحاما، موصول بمعبد يهودي .. وفورا أعلنت السلطات فى الولاية القبض على مجموعة من الرجال ينتمون إلى الطائفة اليهودية الحسيدية في نيويورك، الإثنين الماضي، بعد اشتباكات مع رجال الأمن حاولوا ردم نفق غير قانوني تم حفره سرا بجانب معبد يهودي تاريخي، تم إغلاقه منذ ذلك الحين.
وفي التحقيقات، تبين أن اليهود المتهمين ينتمون لحركة "حباد"، حفروا النفق بغرض توسيع المعبد دون إذن السلطات الأمريكية، حتى تم اكتشافه .. وحينما أقدمت القوات الأمنية إلى المعبد لتنفيذ الإجراء الذي اتخذته سلطات إنفاذ القانون، اندلع شجار مع المتهمين الذي أرادوا بقاء النفق ما فجّر حالة من الفوضى، لتتضاعف تساؤلات الرأى العام حول الدوافع الكامنة وراء هذا الممر السرى الذى عادة يستخدم لأغراض التهريب بكل أشكاله أو تخزين الوثائق والأسرار السياسية والعسكرية أو الآثار المنهوبة فى إطار مسلسل سرقة التاريخ والسطو على الحضارات!
وبدوره، تدخّل الحاخام موتي سيليجسون، المتحدث باسم حاباد، كاشفاً أن مجموعة من الطلاب المتطرفين تجمعوا في المقر العالمي للحركة الواقع في حي كراون هايتس في بروكلين بمدينة نيويورك، وقال إن المتمردين داخل الحركة اقتحموا سرا جدران المبنى الشاغر خلف المقر الرئيسي، وخلقوا ممرا تحت الأرض أسفل صف من مباني المكاتب وقاعات المحاضرات التي ارتبطت في النهاية بالكنيس.
تشتعل الشكوك إذا علم المرء أن المبنى كان في السابق موطنا لزعيم الحركة اليهودية الأرثوذكسية، الحاخام مناحيم مندل شنيرسون، ويستقطب آلاف الزوار كل عام .. هو أحد أبرز رموز التطرف الدينى الذى قاد جماعة تشاباد-لوبافيتش لأكثر من 4 عقود قبل وفاته في عام 1994، حيث أعاد تنشيط المجتمع الديني الحسيدي الذي دمرته المحرقة.
ويعد شنيرسون أحد القادة اليهود الأكثر نفوذاً في القرن العشرين ، وبصفته زعيمًا لحركة تشاباد-لوبافيتش ، فقد اتخذ مجموعة حصيدية معزولة كادت أن تنتهي مع الهولوكوست وحولتها إلى واحدة من أكثر الحركات تأثيراً في العالم .. وكون الحاخام "الروسي الأمريكي" شبكة دولية تضم أكثر من 5 آلاف مركز تعليمي واجتماعي، تشمل المؤسسات التي أنشأها رياض الأطفال والمدارس ومراكز إعادة التأهيل من المخدرات ودور رعاية المعاقين والمعابد اليهودية.
وتملأ تعاليم شنيرسون المنشورة أكثر من 300 مجلد ، وهو معروف بإسهاماته في الاستمرارية اليهودية والفكر الديني ، وكذلك مساهماته الواسعة النطاق في منحة التوراة التقليدية، فضلا عن أنه اشتهر بأنه رائد التواصل اليهودي .. وخلال حياته، اعتقد العديد من أتباعه أنه "المسيح المنتظر".
