كتبت: نجلاء كمال
بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بمقاطعة المنتجات التي يرتفع أسعارها بشكل مبالغ فيه نتيجة لجشع التجار، وبعد حرص المواطنين على تنفيذ توجيهات الرئيس ومقاطعة اللحوم والأسماك، انتصرت تلك النظريه التي طالما اتبعتها شعوب الدول المتقدمة، خاصة وأن المقاطعة الحقيقية هي قول وفعل في وجه الذين يستغلون ظروف المواطن عندما يكون هناك رغبة أو إقبال على منتج معين.
*طلاب الجامعات يطلقون حملة لتوعية المواطنين لتطبيق نظرية البيض
وكانت دولة الأرجنتين قد نجحت في تطبيق تلك النظرية حينما ارتفعت أسعار البيض بشكل مبالغ فيه وبصورة مفاجئة عام 2008 حيث اتفق تجار الدواجن والبيض على رفع سعر البيض وحينما لم تحرك الحكومة ساكنا قرر المواطنون مقاطعه البيض وأخذ شعار "خلوه يفسد" وحينما أحس التجار بعزوف المواطنين عن الشراء اتفق التجار الخاسرون على بيع البيض بربع الثمن ونجحت مقاطعة الشعب في مكافحة استغلال التجار.
وقد نجحت المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي بمقاطعة السلع التي يرتفع أسعارها بشكل غير مبرر، حتى تأكد المستهلكون أن سلاح المقاطعة هو الحل للسيطرة على انفلات الأسعار في الأسواق ومواجهة مباشرة مع التجار الجشعين.
وبدأت المقاطعة في كافة محافظات مصر وطالب طلاب الجامعات بتطبيق نظرية البيض، مما انعكس فورا على الأسواق، وجاءت النتيجة بانخفاض حاد في أسعار كل أنواع الأسماك بعد توقف حركة البيع والشراء لعدة أيام ، حيث تراجعت أسعار كيلو البوري من 120 إلى 60 جنيها، كما انخفض سعر كيلو الجمبري 310 للكيلو حجم متوسط ،مقارنة ب400 جنيه للكيلو قبل المقاطعة، وانخفض كيلو سمك البلطي إلى 50 سعر الكيلو بدلا من 80 جنيه للكيلو .
*المصير ترصد حركة البيع وانخفاض أسعار اللحوم والأسماك
ورصدت جولة لموقع الـ"المصير" داخل حلقة بيع الأسماك بمحافظة الجيزة عزوف المواطنين عن الشراء، وشبه توقف عن عمليات البيع بما يؤكد نجاح المقاطعة، مما دفع المواطنين إلى الانتقال إلى مقاطعة شراء اللحوم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك واستغلال التجار دائما لأعياد المصريين سواء المسلمين أو المسيحيين ورفع الأسعار قبلها بشهور.
وأكدت المقاطعة على أهمية المشاركة المجتمعية للمواطن، ودور حملات التوعية لمواجهة أي ارتفاع في أسعار السلع الأخرى، خاصة التي لها بديل، فانتقلت دعوى المقاطعة إلى اللحوم بعد ارتفاع سعر الكيلو إلى 500 جنيها في بعض المناطق، حيث أطلق المواطنون حملة "خليها تعفن" لإجبار الجزارين على خفض الأسعار.
وتقول ندى حلمى طالبة بمودرن أكاديمي إنها اتفقت هي وزملائها على حث أسرهم على مقاطعة شراء الأسماك واللحوم، ونشر التوعية لربات البيوت، حيث قامت بإعداد منشور بأهمية المقاطعة وتوزيعها على المواطنين في الشوارع بهدف الضغط على التجار الجشعين لخفض الأسعار.
وأضافت حلمي قائلة "أن الفكرة جاءت في البداية بالاتفاق مع زملائها على التحدث مع الأسر على مقاطعة السلع الأكثر غلاءً، لتوصيل رسالة للتجار، أن إرادة المواطنين هي التي ستنتصر على جشعهم، وبدأنا بنشر الدعوة لمقاطعه الأسماك التي سرعان ما يصيبها العفن والفساد إن لم يتمكن التجار من بيعها، لنكبدهم خسائر حتى يشعروا بأن جشعهم أدى إلى إلحاق الخسائر الكبيرة لهم.
وأكدت نور خالد طالبة بكلية الآثار جامعة حلوان مشاركة شباب الجامعات بتنفيذ المقاطعة وحث كافة المواطنين على المشاركة، لافتة إلى أن المقاطعة استطاعت تحقيق نتائج كبيرة وبالفعل خفض التجار سعر الأسماك بنسبة تصل إلى 70%، وإننا كشباب دورنا هو نشر التوعية بين المواطنين حتى لا نكون طعم لجشع التجار وسوف نستمر وسنقاطع أيضا اللحوم والدواجن، لنرد لهم الصاع صاعين.
