رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

فتنة فناء النار العلماء أخمدوها ومفتي مصر السابق يشعلها من جديد

المصير

الأربعاء, 20 مارس, 2024

12:37 م

واصل الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق تألقه وتوهجه في إثارة والجدل بفتاويه الغريبة والمريبة أحيانا، وتصدر جمعة التريند علي موقع إكس لليوم الثالث على التوالي، فبعد أن أفتى قبل يومين بأن الجنة يدخلها الجميع وليست مقتصرة على المسلمين فقط وأن المسيحيين واليهود قد يدخلون الجنة.

وإمتدادا لنفس الفكرة وفي حواره مع الأطفال خلال برنامجه الجديد أفتى مفتي مصر السابق بأن النار قد تفنى يوم القيامة وقد يلغيها الله ويدخل كل الناس الجنة

** سؤال طفلة!

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمفتى الديار المصرية سابقا، وهو يجيب عن سؤال طفلة خلال برنامج "نور الدين" المذاع عبر قنوات المتحدة: "انتوا فاكرين إن يوم القيامة، هيبقى أهوال؟ أيوه فيه كتب بتقول كده، ولكن فيه المتحابين على منابر من نور يوم القيامة، و7 يظلهم الله في ظله ، إنتوا فاكرين أنه يوم القيامة ليس فيه شفاعة؟ ده فيه 70 ألف شفيع يشفع وعدد المسلمين في الأرض 2مليار بس، شوفه قوله تعالي ورحمته وسعت كل شيء، فلما حد يسأل الرد بيجى أن الموت أسود وياخدنا من الدار إلى النار .. وهنبدأ العذاب من القبر،

وأضاف أن المسلمين يعتقدون أن الوعد والوعيد لابد أن ينفذ، وعلق بالقول:"ربنا أخبرنا بأن هناك جنة ونار، طيب لو أن الله ألغى النار يوم القيامة هنقوله لا ..ما يدخل كل الناس الجنة، هو فعال لما يريد، وده وارد وعلماء مسلمين كتير قالوا أه وارد، وده يبقا كرم وعطاء، ولما وعد بالنار مش ضرورى يعملها، ويبقا معموله لينا حتى لا نؤذي أحدا والخوف من الله تعالى".

•• جمهور العلماء

وتابع جمعة:"لكن جمهور العلماء، خالفوهم الرأي وقالوا إن الجنة والنار باقيتان أبدًا، ينعم من في الجنة إلى أبد الأبدين، ويعذب من يعذب في النار إلى أبد الأبدين".

** خالدين فيها

وأشار جمعة إلى أنهم استدلوا بآيات جليلة من القرآن الكريم
حينما قال تعالى في سورة النساء في الآية (169) "إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا".

وقال تعالى في سورة الأحزاب الآية (65) " خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا"

كما قال تعالى في سورة الجن ، الآية رقم (23) وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾

وفي سورة البقرة الآية رقم 167 :(وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾

•• السنة النبوية

كما استدل جمهور العلماء بأحاديث من السنة النبوية الشريفة تدل على خلود الكفار في النار، لعل من أبرزها ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يُدْخِلُ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ».

مفاجأة ابن تيمية

ومن المفاجآت المثيرة في قضية فناء النار التي اشعلها الدكتور علي جمعة مرة أخرى أن شيخ الإسلام ابن تيمية سبق له وأن قال مثلما قال علي جمعة بفناء النار، ولكن الشيخ الألباني عالم الحديث المعروف أكد أن قول ابن تيمية بفناء النار كان زلة وليست فتوى حقيقية


يقول الشيخ الألباني ردا على قول ابن تيميه وتلميذه ابن القيم بفناء النار، :"إن ابن القيم له كلام في كتابه، (الوابل الصيب من الكلم الطيب)، يقول إن النار، ناران، نار تفنى وهي نار الموحدين، ونار تبقى وهي نار الكافرين، وأنا أوضحت أن هذا في مرحلة من دراسته بلغ فيها من النضج ما يكفي.

https://youtu.be/pVxovZ_9mqA?si=COrTkdWnj3-MxbIF

و المقصود من كلامه قوله في نار المشركين أنها لا تفنى وأنا أرجح هذا ؛ لأن هذا صريح القرآن، قال تعالى : { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } ، فإذًا هي لا تفنى ، و { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } إلى آخر النصوص ، وحديث ذبح الموت في صورة كبش ، فبعد أن يُذبح ينادي منادٍ : "يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت" ، هذه نصوص قاطعة تمنع القول بفناء النار وفناء أهلها.

أما أن يُقال إن نار المؤمنين تفنى هذا كلام من باب زلات اللسان.

وأضاف الشيخ الألباني، إنما الحقُّ أن يُقال : الذين يدخلونها وإن كانوا كفَّارًا كما قال - تعالى - : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } ، النار هي هي ، لكن منهم مَن يدخلها ويبقى فيها ، ومنهم مَن يخرج، والخروج هذا متفاوت بين إنسان وانسان - مثلًا - يُعذَّب يوم أو بعض يوم ، شهر أو أكثر أو أقل ، وهكذا .

المفتي عكس دار الافتاء

ومن جانبها، شددت الإفتاء مرارا وتكرارا على أنه لا يصح القول بفناء النار الذي قال به الإمامان ابن تيمية وابن القيم، لأن ذلك مخالفٌ لما عليه معتقد أهل السنة والجماعة، ولا يجوز اعتقاد مثل هذا المذهب.

وبالتالي فإن ما يقوله الدكتور علي جمعة مفتي مصر الأسبق يصطدم مع ما تقر به دار الافتاء المصرية