رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

خبراء اقتصاد ل”المصير” :الصفقات الكبرى مع السعودية وقطر لن تكون قريبة

المصير

الأربعاء, 20 مارس, 2024

08:46 ص

كتبت: رؤى حسنين
رغم تردد كثير من الاحاديث حول ترقب صفقات مشروعات كبرى أسوة بصفقة رأس الحكمة مع كل من المملكة العربية السعودية وقطر، وهو ما سيكون له دور كبير في تحسن سعر الصرف وتجاوز الازمة الاقتصادية المصرية القائمة على شح الدولار بصورة شبه كاملة.. إلا أنه حتى الآن لم يتم الإفصاح عن هذه الصفقات، أو تطور المفاوضات بشأنها مع كلا الدولتين، وهو ما يثير التساؤلات حول أسباب ذلك، وهل في الامكان توقع إتمام هذه الصفقات والأعلان عنها قريبا، أم أنها ستستغرق وقتا أطول.

أحاديث إعلامية
وكانت صحف عربية ومصرية قد تداولت أخبار حول تفاوض بين مصر والسعودية لاقامة مشروع ضخم بمنطقة رأس جميلة بشرم الشيخ، قد تصل قيمته لنحو 15 مليار دولار وكذلك مشروعات كبرى مماثلة مع دولة القطر، وذلك ما يساهم في تجاوز الازمة الاقتصادية التي تشهدها مصر حاليا.

وكانت مصر قد نجحت قبل نحو شهر في إتمام صفقة راس الحكمة مع دولة الامارات العربية المتحدة مقابل 35 مليار دولار، وهو ما ساهم بقوة في زيادة المعروض من الدولار وخفض سعره مقابل الجنيه.

ويشهد سوق الصرف حالة من التذبذب النسبي عقب قرار التحرير المرن لسعر الصرف في 6 مارس الجاري، حيث افتتح سعر الصرف عند الساعات الاولى للتعويم عند حوالي 49 جنيها ، فيما يسجل حاليا بعد حوالي اسبوعين ،نحو 47 جنيها، كما من المتوقع مواصلة تراجعه الايام المقبلة بعد وصول دفعات من التمويلات والمساعدات الخارجية التي تم الاتفاق عليها والبالغة نحو 20 مليار دولار، ذلك إلى جانب الاختفاء التام للسوق السوداء للعملة.

سعر الصرف
قال الدكتور على الإدريسي الخبير الاقتصادي، أن الصفقات المنتظرة مع كل من المملكة العربية السعودية وقطر لتكون استكمالا للنهج الذي تتبعه مصر لجذب سيولة دولارية أسوة بصفقتها مع دولة الامارات من خلال مشروع رأس الحكمة، قد تتأخر لبعض الوقت، موضحا رأيه بأن الوقت الحالي قد يكون غير مناسب لإتمام هذه الصفقات.

وأوضح الإدريسي ل " المصير" ، أنه يرى وفقا لتحليله الشخصي، وليس بناءا على أي تصريحات لمسئولين، أن
هناك حاجة حقيقية لاستقرار الاقتصاد المصري واستقرار سعر الصرف به أولا قبل معاودة التفكير في أي صفقات ضخمة كهذه، موضحا أن رأس الحكمة كانت حالة استثنائية وجاءت في المقام الاول بقرار سياسي ودبلوماسي أكثر منه اقتصادي، وذلك بهدف انقاذ الاقتصاد المصري، وهو ما رحبت به دولة الامارات لمساعدة مصر لتجاوز ازمتها، أما بالنسبة للصفقات الاخرى فسيتم معاملتها معاملة اقتصادية مجردة ، بعيدا عن النواحي السياسية بغرض المساعدة، حيث يتطلب ذلك ضرورة رفع جاذبية الاقتصاد المصري للاستثمار الاجنبي وتأهيله بالاستقرار اللازم لاقامة مشروعات كبيرة.

وتابع: أنه ما يؤكد ذلك التكهن هو أن المشروعات المرتقبة ستتم بشكل كامل مع القطاع الخاص في الدولتين وليس مع الحكومات كما حدث مع حكومة أبو ظبي بالامارات، لذلك فإن هناك ضرورة لتوافر الضمانات اللازمة لتشجيع شركات القطاع الخاص السعودية والقطرية للاستثمار في مصر.

مشروعات ذات أولوية
فيما قال الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، أنه ربما تستغرق المفاوضات بين مصر والسعودية، وقطر من جانب اخر، وقتا أطول مقارنة بالمفاوضات حول صفقة رأس الحكمة الامارتية، وذلك لانه بالنسبة للسعودية فهي حاليا ينصب أغلب تركيزها على إنشاء مدينة نيوم والكثير من المشروعات المتطورة التي تتوافق مع أهداف المملكة للمرحلة الجديدة والتي تعد ذات أولوية أكبر من الاستثمار في دولة اخرى، ما يجعل قرار استثمارها بمبالغ ضخمة في منطقة رأس جميلة بشرم الشيخ، أمر يتطلب مزيدا من الوقت، وكذلك مزيدا من المحفزات للقدوم عليه.

أما بالنسبة لقطر فقال خضر ل " المصير" أتوقع أن تتم هذه الصفقة في وقت أقرب مقارنة بالصفقة المرتقبة مع السعودية، وذلك لمساعي دولة قطر لكسب الود المصري وتوثيق العلاقات السياسية والاقتصادية معها، ما يسهم بشكل إيجابي في إمكانية الوصول إلى اتفاق قريب حول صفقة كبيرة مع الجانب القطري.

وأشار إلى أنه حتى الان لم يتم الاعلان رسميا عن أي تطورات للصفقات العربية المحتملة، وهو ما يعني أن المفاوضات بين مصر وهذه الدول لاتزال جارية دون التوصل لاتفاق نهائي، مؤكدا أنه بالطبع اتمام صفقات كبرى كهذه اسوة بصفقة رأس الحكمة سيكون لها دور كبير ومؤثر في تحسين سعر الصرف ورفع قيمة الجنيه أمام الدولار، وهو ما ينعكس بالايجاب على كافة نواحي الاقتصاد المحلي.