رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

فنيا وأخلاقيا، ”المشبوه” وأهالي الأسكندرية سر سقوط ”العتاولة”!

المصير

الأحد, 17 مارس, 2024

03:42 م

انتظر المشاهد بلهفة ، متابعة ومشاهدة مسلسل "العتاولة"، الذي توقع له الجميع أن يكون مباراة فنية، من العيار الثقيل، بين الثلاثي أحمد السقا، وباسم سمرة ، وطارق لطفي، ولكن يبدو أن السقوط هو مصيره بعد أول 7 حلقات، حيث لم يقدم حتى الآن أي قيمة فنية أو رسالة ولم تتضح هوية للمسلسل، فمن خلال متابعته لاتستطيع أن تمسك بخط درامي واضح .. هل هو مسلسل اجتماعي، أم كوميدي، أم أكشن وإثارة، أو هو توليفة من كل هذه الأنواع فى خلطة تحمل المخاطرة أكثر من المفاجأة؟!

** نسخة "المشبوه" المشوهة!

لقد سقط المسلسل فنيا، لأنه مع التركيز في أحداثه، تجده نسخة طبق الأصل من فيلم"المشبوه" للزعيم عادل إمام والسندريلا سعاد حسني، فالصراع القائم بين نصار وخضر ، (السقا ولطفي)، هو نفسه الصراع القديم، بين ماهر وشقيقه بيومي الذي جسد دوره الفنان الكبير سعيد صالح.

ودارت أحداث "المشبوه" في مدينة بورسعيد، عام 1981، حول لص يدعى «ماهر» يسطو على شقة، ويلتقي إحدى فتيات الليل داخلها، وأثناء محاولتهما الهروب تصل الشرطة، ويشتبك «ماهر» مع الضابط ويتسبب في إصابته وسرقة سلاحه ويهرب، وتستمر أحداث الفيلم في محاولة الوصول للص الهارب الذي قرر التوبة والزواج من الفتاة التي التقاها في الشقة، وينجب منها طفلا والذي أدى دوره الفنان كريم عبدالعزيز.

** الشقيقان الضالان!

وتدور أحداث العتاولة حول نفس القصة حيث، إن نصار وخضر شقيقان من مدينة الإسكندرية، يمارسان السرقة والتهريب والآثار، ويدخل أحدهما فيلا لسرقتها وينتظره الآخر في السيارة مع أحد الأشخاص، وهو نفسه المشهد الذي جسده الزعيم وسعيد صالح ، مع الراحل فؤاد أحمد في دور حموده الأعور، ويفاجأ نصار بوجود حنة ، التي تؤدى دورها النجمة زينة، مثلما التقي ماهر النمر و"بطة" فتاة الليل فى "المشبوه".

** حيلة المؤلف!

وبطبيعة الحال حاول المؤلف، هشام هلال ومحمود شكري، تغيير بعض ملامح المسلسل عن الفيلم، بأن تكون زينة خادمة بدلا من فتاة ليل، وأن تلعب "سترة" دور أم البطلين بدلا من "سيدة" نعيمة الصغير، في حيلة درامية لم تنقذ العمل من فخ السرقة والتحريف والحشو الأجوف!.

** غضب أهالى الأسكندرية!

أما سقوط المسلسل أخلاقيا، فقد تمثل في حالة غضب سادت بين أهالي الإسكندرية، انطلاقا من أن أحداثه تدور في مناطق شعبية مثل كبائن المكس والدخيلة وبحري وكرموز، وإظهار السكان فى تلك المناطق على أنهم بلطجية وخارجون عن القانون ويصفون خلافاتهم بعيدا عن الدولة والحكومة، وهو ما أغضبهم مع استمرار الحلقات للتأكيد على هذا ولم يشفع لمؤلف المسلسل استخدامه لنادي الاتحاد السكندري كأيقونة للمدينة.

** الفن مرآة الواقع!

ويجوز أن هناك مبالغة من أهالي الإسكندرية في ذلك، حيث إن الشخصيات الخارجة عن القانون، هى نماذج موجوده في المجتمع، وفي كل محافظات مصر، وليس في الإسكندرية فقط، فقد قدم الفنان عادل إمام نفس الشخصية، في الفيلم في مدينة بورسعيد، بل وهى شخصيات موجودة في كل العالم، وليس في مصر وحدها، ومن الطبيعي، أن تعرض هذه النماذج على الشاشة، حيث إن جزءا من الفن هو تجسيد الواقع، كما أن الجمهور يعي تماما ، أن كل مكان به الصالح والطالح.