كتبت: رؤى حسنين
قال الدكتور ضياء حلمي الفقي عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، وأمين عام الغرفة التجارية الصينية بالقاهرة، إن إطلاق عملة موحدة لمجموعة البريكس قد تستغرق بعض الوقت، وأنه من المستبعد العمل على تنفيذها في الوقت القريب رغم أنها من الأهداف الرئيسية المعلنة لمنظمة البريكس.
وتترقب مصر منذ تفعيل انضمامها لمنظمة البريكس مطلع يناير الجاري، إلى بدء تفعيل آليات التبادل التجاري بعملات بديلة عن الدولار الأمريكي، إما بتبادل العملات المحلية بين دول المجموعة أو إطلاق عملة موحدة خاصة بدول البريكس.
ورأى "الفقي" في تصريح خاص لـ "المصير" أن الدول المهمة المؤسسة للبريكس وهي الصين وروسيا والهند والبرازيل، لا تتعجل تماماً مثل هذه الخطوة، وذلك لظروف التوترات الجيوسياسية في العالم الآن ، كما أن دول مجموعة البريكس لا تريد تصدير رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أنها مجموعة تسعى للهيمنة الاقتصادية أو السياسية.
وأضاف: "اعتقد بشكل كبير أن إصدار عملة خاصة بمجموعة البريكس هي مسألة وقت فقط، وأن اختيار المرحلة أو التوقيت هو ما يتم بحثه الآن غالباً".
وكان مستشار رئيس فلاديمير بوتين والخبير الاقتصادي ، سيرجي جلازييف، قال مؤخرا إن العملة الجديدة لمجموعة البريكس قيد الإعداد وأنها ”جاهزة تقريبًا”، موضحا أن ثلاثاً من الدول الخمس المؤسسة الأصلية وافقت على إطلاق العملة الجديدة، بينما الهند والصين وحدهما لم تعطيا موافقتهما بعد على تشكيل عملة جديدة.
وتابع الفقي أنه من العلامات والمؤشرات التي تؤيد هذا الطرح أن هناك بنك خاص للمجموعة تم تأسيسه لدعم تمويل مشروعات دول المجموعة، وتعزيز التعاون المالي والاقتصادي بين دول المجموعة، وبالفعل هناك دول داخل البريكس تؤيد الإسراع بخطوة إصدار عملة خاصة بأعضاء المجموعة، ولكن الأغلب ما تراه دول اخرى بالمنظمة بإن أرجاء ذلك إلى مرحلة أخرى سيكون أفضل".
واستكمل أن هناك أمر مهم ومؤثر للغاية يجعل من اتخاذ عملة موحدة للمجموعة سيكون له تأثير عالمي كبير ، وهو أن تعداد سكان دول مجموعة البريكس الآن تمثل ما يقرب من 48% من سكان العالم، بما يشمل اسواقهم واستثماراتهم وهذا امر له دلالات عميقة ومؤثرة، مضيفا أن الناتج القومي لمجموعة البريكس والإحصاءات والأرقام تشير إلى تخطى مجموعة البريكس مجموعة G7 .
وأشار إلى أن فرنسا عقدت مؤتمر في منتصف عام 2023 في باريس من أجل إصلاح النظام المالي العالمي الحالي، وهو النظام الذي يسيطر فيه الدولار الأمريكي على حركة التبادل التجاري العالمي، كما أنه تم تبادل تجاري بالفعل بين دول عربية وأجنبية مع الصين بالعملة الوطنية، وهذا توجه لم يكن موجوداً من قبل تماما ، ولكنه بشكل عملي بدأ بالفعل.
وأضاف أن كل هذه خطوات ودلائل تشير إلى شكل مستقبل الاقتصاد الدولي والتبادل التجاري العالمي ، وأن المؤشرات كلها تؤكد ان هناك تغيرات عالمية كبيرة ومؤثرة في اتجاه عالم جديد متعدد الأقطاب والمراكز المالية والاقتصادية، هو توازن جيد ومهم للاقتصادات الناشئة والدول النامية بشكل عام بسبب التوازن الجديد للقوى.