كتبت - ياسمين أحمد:
رغم أن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس سبق وأن نفى تأثر القناة بما يحدث في البحر الأحمر من هجمات حوثية ضد السفن المتجهة لإسرائيل، الا أنه عاد وأكد في تصريحات صحفية أمس أن دخل القناة تراجع بنسبة 40% منذ بداية العام الحالي، أي في فترة لا تتجاوز ال15 يوم، مقارنة بنظريتها في نفس الفترة خلال العام الماضي وهو رقم مخيف ومرعب ودلالاته خطيرة
وقال الفريق ربيع إن حركة الملاحة بقناة السويس تأثرت بهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، حيث تراجع عدد السفن العابرة في القناة بسبب تحويل مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس.
ويمر من خلال قناة السويس نحو 12% من التجارة العالمية، وهي توفر طريق مختصر للربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، بينما يتسبب استخدام طريق رأس الرجاء الصالح البديل لها في زيادة فترة الوصول للبحر المتوسط مع ارتفاع تكلفة الشحن.
وقررت عدة شركات شحن عالمية نهاية العام الماضي، وقف مرور سفنها في البحر الأحمر، أو تحويل مسار الشحنات بعيدا عنه مع استمرار الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
وقالت مجموعة سي إتش روبنسون اللوجيستية العالمية إنها غيّرت مسار ما يربو على 25 سفينة لتبحر حول طريق رأس الرجاء الصالح الأسبوع الماضي، ومن المرجح أن يستمر هذا العدد في النمو، وإنه "من المتوقع إلغاء المرور بموانئ أو مناطق في مسارات السفن، وارتفاع الأسعار فيما يخص العديد من تحركات التجارة في الربع الأول من 2024".
كما قالت مجموعة الشحن الفرنسية "سي إم إيه- سي جي إم"، إنها أعادت توجيه بعض السفن عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وأصدرت تعليمات لجميع سفن الحاويات الأخرى التي كان من المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر للوصول إلى مناطق آمنة وإيقاف رحلاتها حتى إشعار آخر، كما أنها ستفرض رسوما إضافية على عمليات الشحن بسبب طول المسافة.
وقالت شركة ناقلات النفط البلجيكية "يوروناف" إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر حتى إشعار آخر، في حين قالت مجموعة "فرونت لاين" لناقلات النفط -ومقرها النرويج- في اليوم نفسه إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن، فيما قالت شركة إيفرغرين التايوانية لشحن الحاويات، إن سفنها في الخدمات الإقليمية المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة في انتظار إشعار آخر، في حين ستتم إعادة توجيه السفن المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح، كما توقفت مؤقتا عن قبول نقل البضائع الإسرائيلية.
أما شركة الشحن النرويجية المتخصصة في ناقلات شاحنات السيارات قالت إن سفنها مُنعت من المرور عبر البحر الأحمر، في حين أعلنت شركة شحن الحاويات الألمانية هاباغ لويد في اليوم نفسه أنها ستعيد توجيه 25 سفينة بحلول نهاية العام لتجنب قناة السويس والبحر الأحمر.
ووفقا لما قاله ربيع، تراجع عدد السفن بداية من 1 يناير وحتى 11 يناير 2024، بنسبة 30% على أساس سنوي، حيث عبرت 544 سفينة خلال الفترة، مقارنة مع 777 سفينة عبرت خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وتراجعت حمولة السفن بنسبة 41% على أساس سنوي، وفق ربيع، حيث يرتبط حجم الحمولة بالعائدات على العبور.
في هذا الصدد قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن ما سمعناه حول تأثر إيرادات قناة السويس بنسبة تراجع حوالي 40% وبالتالي هذه الهجمات كلفت مصر 300 مليون دولار في الشهر، وهناك تأثر كبير بالفعل بسببالضربات الامريكية والبريطانية على الحوثيين، وبالتالي يجب على مصر أن تتعامل بحرفية وبقانونية حتى تحصل على حقوقها كاملة نتيجة وقف الممر الملاحي وانخفاض نسبة الرسوم المحصلة من مرور السفن داخل قناة السويس.
وأضاف خلال تصريحات لــ"المصير" أنه يجب ان تتجه كل الجهات الرسمية في الدولة نحو المحافظة على حقوق الدولة المصرية ، ويجب على كل المعنيين بهذا الامر التوصل لحل للمحافظة على حق مصر من ايرادات قناة السويس.