رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

”رأس الرجاء الصالح” الجديد .. البديل ”الأسوأ” لقناة السويس!!

المصير

الجمعة, 22 ديسمبر, 2023

01:22 م

كتبت- ياسمين أحمد
تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس والتي اندلعت شرارتها في السابع من أكتوبر من العام الجاري في إحداث حالة من التوتر الإقليمي امتدت إلى البحر الأحمر، حيث كثف الحوثيون هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد ممرا استراتيجياً للنقل البحري، ضد السفن التابعة لإسرائيل أو تلك التي تحمل أي نوع من البضائع المرسلة إلى تل أبيب، على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وقد دفع الوضع المضطرب في البحر الأمر شركات الشحن العالمية إلى البحث عن سبل أخرى ومسارات شحن بديلة حتى وإن كانت أطول مثل رأس الرجاء الصالح بالالتفاف حول أفريقيا.
وفي الوقت الذي أوصت فيه كوريا الجنوبية شركات الشحن البحري بتغيير مسارات سفنها لتتجنب المرور عبر البحر الأحمر لضمان سلامة سفنها وطواقمها وسط هجمات الحوثيين المتزايدة على السفن التجارية، أعلن نيكولاي كورشونوف، سفير المهمات الخاصة بالخارجية الروسية، أن الطريق البحري الشمالي يمكن أن يضمن الملاحة الآمنة للسفن التجارية التي تخشى عبور البحر الأحمر.
ويشار إلى أن شركات الملاحة العالمية، تعلن الواحدة تلو الأخرى عن تعليق الشحن عبر البحر الأحمر وسط تهديدات من الحوثيين اليمنيين بمهاجمة أي سفن مرتبطة بإسرائيل، وقد تم بالفعل الإبلاغ عن عدة هجمات على السفن في المنطقة.
وجرى اتخاذ مثل هذا القرار من قبل شركة BP البريطانية، وCMA CGM الفرنسية، وHapag-Lloyd الألمانية، وناقلة الحاويات السويسرية Mediterranean Shipping Company (MSC)، والشركة الدنماركية A.P. Moller-Maersk.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أنه يمكن السماح بذلك، بشرط استيفاء متطلبات القانون القطبي وأحكام الوثائق ذات الصلة بالتنظيم الروسي للمرور على طول الطريق البحري الشمالي.
وأشارت مجلة "إنفوبريكس" الصينية إلى تزايد الاهتمام في آسيا بممر الملاحة الشمالي، الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، في ظل الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت المجلة، إن الاهتمام ازداد في ظل المواجهة في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى عرقلة طرق التجارة التقليدية المؤدية إلى أوروبا، بينما تنخفص فترة الرحلة من آسيا إلى أوروبا بمقدار النصف إذ تمت عبر الممر الشمالي.
وتشير المجلة إلى أن توقف الشحن عبر منطقة الشرق الأوسط لعدة أشهر سيكون له عواقب كبيرة، وفي ظل ذلك، فإن الصين والدول الآسيوية الأخرى مهتمة بتطوير ممر الملاحة الشمالي لضمان تدفق البضائع دون عوائق.
وممر الملاحة الشمالي يمتد عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ، ويعد الممر أقصر طريق مائي بين الجزء الأوروبي من روسيا والشرق الأقصى، ويقع بالكامل داخل المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة لروسيا.
وتخطط موسكو لاستخدام الممر لتصدير النفط والغاز، ومن المتوقع أن يصبح طريقا تجاريا رئيسيا بين أوروبا وآسيا، وفي شهر نوفمبر الماضي، صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، بأنه سيكون بالإمكان إبحار السفن على مدار العام على طول ممر الملاحة الشمالي اعتبارا من 2024.

ويذكر أن حوالي 180 سفينة حاويات لتحويل مسارها حول إفريقيا أو تم إيقافها في انتظار التعليمات لتجنب الهجمات في البحر الأحمر، وفقًا لبيانات صدرت من شركة Flexport Inc، وهي منصة شحن رقمية مقرها سان فرانسيسكو.
ونتيجة لذلك قفزت تكلفة نقل البضائع في حاوية بطول 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا بنسبة 16% خلال الأسبوع الماضي وارتفعت بنسبة 41 % هذا الشهر وفقًا لمؤشر Drewry العالمي للحاويات الصادر الخميس.
كما ارتفعت كذلك فواتير شحن الوقود، حيث اعلنت بعض شركات النفط الكبرى مثل بريتش بتروليوم وشركات صهاريج النفط أنها ستتجنب جنوب البحر الأحمر (باب المندب).
ويشار إلى أنه كان من الممكن أن تكون السكك الحديدية خيارا، حيث تعبر من الصين عبر روسيا إلى أوروبا خلال رحلة تستغرق أسبوعين تقريبا، لكن مارتن نوفيل قال إن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تسبب في أغلق معظم هذه الطرق.