رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

السؤال الصعب... من الذي غدر بصالح العاروري وابلغ الإسرائيليين عن مكانه؟

المصير

السبت, 6 يناير, 2024

09:28 ص

كتب :محمد أبوزيد
في منتصف التسعينات وعقب قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بمجزرة الحرم الإبراهيمي، بدأ بزوغ نجم المهندس يحيى عياش أحد أهم قادة المقاومة على مر تاريخها وقائد الجناح العسكري لحركة حماس في ذلك الوقت، والذي زلزل الأرض من تحت أقدام إسرائيل في فترة التسعينيات، عبر تخطيطه وتنفيذه لعشرات من العمليات الاستشهادية داخل العمق الإسرائيلي وفي كل مكان من أرض فلسطين
حاولت تل أبيب بكل الطرق اعتقال أو اغتيال عياش الملقب في ذلك الوقت بالعدو رقم 1 لدى إسرائيل والبطل رقم 1 لدي الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وفشلت

ولكن عن طريق الغدر والخيانة وبواسطة أحد العملاء الفلسطينين ويدعى كمال حماد، تمكن الموساد من الوصول لعياش وتفجير جهاز محمول وصل إليه عن طريق عميلها حماد، الذي استطاع أن يسلم الهاتف لإبن شقيق عياش الذي استشهد معه في العملية....
نفس الأمر تكرر في اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس وعبد العزيز الرنتيسي وكل قادة الجهاد و شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، فكل عمليات الاغتيال لقادة المقاومة تتم عن طريق عميل،يقوم بارسال احداثيات المكان المتواجد فيه قيادات المقاومة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، التي تقوم بتوجيه الصواريخ الذكية و الحرارية وفقا لتلك المعلومات، وفي كثير من الأحيان يقوم العملاء بوضع شارة مرتبطة إلكترونيا بالأقمار الصناعية على سيارات أو بيوت قادة المقاومة فيتم اغتيالهم من الجو عبر قنابل وصواريخ موجهة للمكان الذي حدده العميل.
ولا توجد عملية اغتيال واحدة لقادة المقاومة إلا ووراءها عميل، اشترته إسرائيل بالمال وبطرق أخرى.


هذا السيناريو تكرر بالحرف في حادث اغتيال الشيخ صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس، حينما تم استهداف شقته بضاحية بيروت قبل أيام ب6 صواريخ، اطلقتها طائرة إسرائيلية.


ومثلما كان يبحث شيمون بيريز عن أي نصر عسكري يقدمه للداخل الإسرائيلي بالتخطيط لاغتيال يحيى عياش "مهندس الموت" الذي اذاق الإسرائيلين كل ألوان الرعب والخوف.
نفس المشهد يتكرر الآن، يبحث بنيامين نتنياهو عن أي نصر عسكري بعد فشله الذريع في حرب غزة وبعد الهزيمة العسكرية غير المسبوقة التي تلقاها الجيش الاسرائيلي يوم 7 أكتوبر، فكانت عملية اغتيال العاروري ومرافقيه من قيادات القسام.
وهي عملية لم تنفذها الآلة العسكرية الإسرائيلية بمفردها، ولكن حتما وراء العملية عميل استطاعت أجهزة المخابرات الإسرائيلية تجنيده، ومثلما استطاعت حماس تحديد العميل الذي غدر بعياش وهو يعيش الآن يستجدي رضا الإسرائيلين، ستسعي الحركة ومعها أجهزة الأمن اللبنانية وحزب الله لمعرفة العميل الذي غدر بالشيخ صالح العاروري وابلغ عن مكانه


تقول غادة يوسف حمادي وهي محللة وباحثة سياسية لبنانية في مركز جنيف للدراسات الاستراتيجية في فرنسا أن ظاهرة العملاء لا يمكن القضاء عليها في كل الحروب سواء كانت القديمة او الحديثة
حتى في حروب لبنان في الصراعات الماضية كانت ظاهرة ألعملاء ظاهرة أساسية

و تضيف في تصريحات خاصة ل"المصير" في ظل التهديدات الاسرائيلية باغتيال قادة المقاومة يجب اتخاذ الحذر الشديد من العملاء ، ويجب أن يكون هناك تحوط أكبر بالنسبة لقادة المقاومة..
تستدرك حمادي قائدة :ولكن المسألة صعبة لأنها تتطلب أن يكون هناك تدقيق أكبر، و يجب أن يكون هناك أيضا محاولات حقيقية وكبيرة لحصر العملاء أو المشكوك بأمرهم على الاقل.

خرق أمني

تكمل الباحثة بمركز جنيف للدراسات السياسية أنه بالتأكيد حدث اختراق أمني إسرائيلي لقادة المقاومة، وتوضح ذلك قائلة "أن يذهب العاروري الى تركيا، ويعود مع إثنين من القادة الحمساويين المقيمين في تركيا
سمير فندي وابو عامر، في طائرة واحدة ، فهذا خلل أمني مستغرب ولذلك حدثت عملية الاغتيال الثلاثية
ولفتت حمادي إلى أن أحد القادة الذين استشهدوا مع صالح العاروري لا يقل اهمية عنه