في الإسلام، طاعة الوالدين من أعظم الواجبات التي أمر بها الله تعالى. قال الله في القرآن الكريم: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (الإسراء: 23).
ويشدد الإسلام على بر الوالدين والاحسان إليهما، ويعتبر عصيان الوالدين من الكبائر.
لكن، هناك حالات قد يكون فيها للعصيان مسوغات مقبولة في ضوء الشريعة. من ذلك:
الأوامر المخالفة للشريعة
إذا أمرت الأم ابنتها بما يخالف الشريعة الإسلامية، مثل ترك الصلاة أو ارتكاب محرم، فإنه يجب على الابنة عدم طاعة هذا الأمر، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
الأوامر التي تؤدي إلى ضرر
إذا كان أمر الأم يؤدي إلى ضرر نفسي أو جسدي للابنة، يمكن أن يكون للابنة عذر في عدم الطاعة، الإسلام لا يطلب من المسلمين إيذاء أنفسهم أو غيرهم.
الحالة النفسية والعاطفية
بعض الأوامر قد تكون غير واقعية أو غير مناسبة لحالة الابنة النفسية أو العاطفية، وفي هذه الحالات، يجب على الابنة التحدث مع أمها بلطف ومحاولة شرح موقفها ومشاعرها بوضوح.
مع ذلك، يجب على الابنة دائمًا التعامل مع أمها بأدب واحترام، حتى في حالة عدم الطاعة. الإسلام يدعو إلى الحوار والنصح بالحسنى والتفاهم.
و يمكن للابنة أن تسعى للحصول على وساطة من أفراد العائلة الآخرين أو شخصيات دينية للمساعدة في حل الخلافات، وأن تتذكر دائما
أن رضا الأم من رضا الله، وأن بر الوالدين مفتاح لبركة في الحياة. ومع ذلك، فإن الطاعة العمياء دون تفكير أو اعتبار للظروف الخاصة قد لا تكون حكيمة. لذا، يجب التوازن بين طاعة الوالدين ومراعاة الأمور الدينية والإنسانية الأخرى.
