كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ومقره الولايات المتحدة أن الصين أنفقت حوالي 230.8 مليار دولار على مدى أكثر من عقد لتطوير صناعة السيارات الكهربائية.
يشير هذا الدعم الحكومي الضخم إلى أن الصين استثمرت بشكل استراتيجي لتكون رائدة في هذا المجال المتنامي.
ووفقًا للتحليل الذي أعده سكوت كينيدي، رئيس برنامج الأعمال والاقتصاد الصيني في مركز CSIS، فإن هذا الدعم يمثل 18.8% من إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية بين عامي 2009 و2023.
وكان هذا الدعم يعادل في السنوات الأولى أكثر من 40% من قيمة المبيعات السنوية، لكنه تراجع تدريجيًا ليصل إلى حوالي 11% في عام 2023.
الصين في خضم معركة عالمية
تأتي هذه الدراسة في وقت حساس حيث يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، بسبب الاتهامات المتعلقة باستخدام الدعم الحكومي الصيني في إنتاج هذه السيارات.
وفي سياق مشابه، أعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن نيتها رفع الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية إلى 100%.
يشير كينيدي إلى أن دعم الصين للسيارات الكهربائية لم يقتصر فقط على الدعم المالي، بل شمل أيضًا سياسات غير نقدية تفضل الشركات المحلية على الشركات الأجنبية.
على النقيض من ذلك، يلاحظ كينيدي أن الولايات المتحدة لم تنجح في خلق بيئة محفزة بشكل كافٍ لتطوير صناعة السيارات الكهربائية المحلية.
وأضاف كينيدي قائلاً: ”هناك بعض الاستثناءات، ولكن بشكل عام، كانت شركات صناعة السيارات والحكومات الغربية بطيئة في التكيف ولم تكن عدوانية بما فيه الكفاية في دعم هذا القطاع”.
وكان كينيدي قد نشر تقريرًا قبل 4 سنوات يحذر فيه من التوترات التجارية المحتملة الناجمة عن صعود السيارات الكهربائية الصينية.
النمو السريع للسيارات الكهربائية الصينية
استفادت السيارات الكهربائية الصينية من نمو السوق المحلي الذي كان يعتمد في السابق على الوقود التقليدي، ما أدى إلى منافسة شديدة مع شركات السيارات الأجنبية.
ونتيجة لذلك، يرى محللو بنك أوف أمريكا أن الشركات الأمريكية الكبرى قد تكون مضطرة لترك السوق الصيني والتركيز على أسواق أخرى.
وأوضح كينيدي أن صانعي السيارات الكهربائية والبطاريات في الصين قد أحرزوا تقدمًا هائلًا، وأنهم يجب أن يؤخذوا على محمل الجد، ورغم الدعم الكبير، فإن هذه الشركات لم تحقق بعد أرباحًا كبيرة.
وأضاف كينيدي: ”في اقتصاد السوق الذي يعمل بشكل جيد، ستقوم الشركات بقياس استثماراتها في السيارات الجديدة بعناية أكبر، ومن المرجح أن يؤدي ظهور مثل هذه الفجوة الحادة بين العرض والطلب إلى توحيد الصناعة”.