رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

دار الإفتاء المصرية: يجوز شرعًا للمسلم أن يهنئ غير المسلمين بالأعياد والمناسبات

المصير

الإثنين, 6 مايو, 2024

02:00 م

أكدت دار الإفتاء أنه يجوز شرعًا للمسلم أن يهنئ غير المسلمين بالأعياد والمناسبات التي يحتفلون بها، كون هذه واحدة من المواقف التي تعكس التسامح والتعايش في الإسلام.

وقالت دار الإفتاء في مسألة جواز تهنئة غير المسلمين بالأعياد والمناسبات التي يحتفلون بها، إن هذا يأتي من باب المشاركة الاجتماعية والتواصل الإنساني بين أفراد المجتمع، حيث أن الإسلام يحث على التعاون والتعايش السلمي مع الآخرين، بغض النظر عن اختلاف الديانات، وتظهر هذا التعاليم في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتعامل بالإحسان مع الجميع، بما في ذلك غير المسلمين، وكان يقبل هداياهم ويظهر لهم البر والمحبة.

واستندت دار الافتاء في هذا إلى فتوى فضيلة مفتي الجمهورية الأسبق الدكتور نصر فريد واصل والتي صدرت في 08 أكتوبر 1998 تحت رقم 3670 ونصها:

لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قَبِلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.
أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها.
وأما دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين: فالمنهي عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته.