زادت الأمراض الشيطانية و تملكت من معظم الشباب، وكثرت الابتلاءات وتنوعت ما بين (الجاثوم و المس و الجن العاشق.... إلخ)
انتشر السحر بين الناس و الأعمال السفلية، و وصل كيد الدجال إلى أقصى درجات الفجور فأصبحنا لا نفرق بين الساحر و المسحور !
*القرين في القرآن الكريم والسنة
ذكر القرين في القرآن وأحاديث النبي الصحيحة، وكل إنسان منا له قرين، وقد ذكر القرين في القرآن الكريم في سورة ق الآية 27
( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)
وقد فسر الإمام القرطبي هذه الآية، ذاكراً أن القرين هو "الجن" أو "الشيطان".
وفي السنة تساءلت السيدة عائشة رضي الله عنها، عن القرين فقالت للنبي :
"أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان، قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم! ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم" .
ويقصد القرين هو الشيطان الذي يضل الإنسان، ويمنعه من الخير ويجعله يسلك طريق الضلال.
*قصة شاب مع وسوسة قرينه
وكان للمصير هذا اللقاء مع الشاب أحمد محسن الذي يعاني من وسوسة القرين بشكل ملحوظ والذي فتح قلبه وروى معاناته وقصته:
لا أعلم أأشكو مرضاً أم ألماً ؟!
أعاني منذ الصغر مع والدي كلما فكرت بشيء، أجده يلقي إلي ببعض الكلمات التي تخص أفكاري، أفكاري أنا وحدي.
كلما تحدثت إلى صديق أو قريب عن شيء، أجده يتفوه بكلمات دارت بيننا، منذ الصغر وأنا أشعر بحصار فكري ونفسي، فكرت كثيراً في الانتحار.
أنا أعاني من شيء لا أراه ولا أعلم من ماذا أعاني، أحارب سراً يهزمني وكلما قاومت كبلني.
الشكوك تحاوطني والهموم تراودني، وحياتي تداهمني منذ الصغر وأبي يحاصرني بكلماتي وأفكاري.
لا أتفوه بكلمة إلا و يسمعها أبي حتى حديث النفس!
كل ما أخطط له وكل شيء أتحدث به إلى صديقي و خلواتي مع أفكاري يعلم بها، فما الذي يحدث بيني وبين أبي ؟!!*
كنت منذ الصغر كلما سمعت شيئاً أضحكني في المدرسة، أو مع أقاربي وأصدقائي أو حتى في التلفاز، أجد أبي يتحدث بها ويكررها !
كلما فكرت في نوع فاكهة غريب أو لا نأكله كثيراً أجده في اليوم التالي وقد اشتراه أبي!*
كلما قرأت قصة في المدرسة أو جذبتني مقولة يحكي عنها أبي ويردد عنوانها، حتى في لحظات نومي يرددها كثيراً وهو يعلم أني أسمعها، وتمزق وجداني ويلقي الكلمات على أذني، وكأنه يقول لي لن تهرب مني ولا حتى في خيالك !
*المرازيقي يفسر وسوسة القرين
تحدث للمصير الداعية الإسلامي الشيخ أبو عمر المرازيقي، عن حالة الشاب أحمد محسن كاشفا عن أسرار وسوسة القرين، والتي يتم فيها التدخل و إفساد حياة الإنسان من قبل القرين.
وقال "يحدث في بعض الأحيان أن يعتدي القرين على خصوصية الإنسان، فيقوم القرين بنقل جميع الخواطر والتصرفات التي تصدر من الفرد، وقد ينقل الأفكار وتفاصيل الحياة من شخص لآخر ، وهذا ما حدث مع الشاب".
وأضاف "تصل خطوات الشاب و أفكاره وتنقلات حياته إلى والده، عن طريق الهمس والحديث في الأذن، أو قد تصل إليه في صورة خاطرة أو كما نطلق عليه (جاءه الهاتف).
وأشار إلى أن القرين قد يفعل هذا من تلقاء نفسه وبدون أي تسخير من أحد، أو يحدث هذا الأمر بسبب الحسد أو العين حيث تنقلب الحياة رأساً على عقب.
*الأمل بالله والتحصن
وبين الشيخ المرازيقي للمصير سبل علاج وسوسة القرين قائلا:
لا شيء يهزم المرض إلا الأمل بالله، والتحصن وقراءة الأذكار وعلى الشخص أن يكثر من الصدقات لأنها تدفع البلاء، وترد المرض.
الصلاة على وقتها وقراءة سورة البقرة، وألا ينتظر العبد من ربه إلا الخير، واليقين بأن الله وحده قادر على رفع الأذى والضرر عن الإنسان.
الله يبتلي العبد وعلي العبد الصبر، والرضا بالقضاء والقدر فلتكثر من الصلاة والأذكار، فالله يريد أن يسمع دعاء العبد وتقربه إليه.