رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الحزن يستوطن قلبه بسبب غزة، الإمام الطيب أيقونة الزهد والتصوف

المصير

الإثنين, 25 مارس, 2024

01:38 م

كتب - شريف سمير :
مواقفه تسبق اسمه، ومبادئه الثابتة تزين مكانته .. واستطاع الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر أن ينتزع احترام الخصوم قبل الأصدقاء والمعارف لإيمانه بعقيدته كداعية إلى الحق والخير والسلام .. فهو رمز التنوير والاعتدال الديني الذي تدرج في جميع المناصب، حتى وصل إلى منصب مفتي الديار المصرية، ثم تركها ليتولى رئاسة جامعة الأزهر، وفي 19 مارس من عام 2010 صدر قرار رئاسي بتعيينه شيخا للأزهر خلفا للإمام الراحل محمد سيد طنطاوي.

** الشقة القديمة

ولم يغريه تعدد المناصب للإغراق فى الملذات والارتماء فى أحضان السلطة، حيث حرص الإمام الطيب على الإقامة في شقته القديمة بالقاهرة بمفرده تاركاً الأسرة في مسقط رأسه بالقرية، ويواظب على زيارتها لمدة 3 أيام كل أسبوعين وأحيانا ثلاثة كي لا تنقطع صلته بجذوره وأهل قريته.
** عميد العائلة!

كما يتابع الشيخ الجليل بنفسه وبواسطة أبناء العائلة ساحة الطيب بالأقصر وهي ساحة مملوكة للعائلة، ويجتمع فيها بأهل قريته وأهالي القرى المجاورة، وتقدم فيها واجبات الضيافة الكاملة، ويمارس فيها الشيخ دوره كمحكم عرفي لحل الخلافات والنزاعات بين العائلات، كما يستقبل فيها ضيوفه من المصريين والعرب والأجانب، ويزوره فيها أحيانا بعض السائحين الأجانب المتوافدين على الأقصر.

** ساحة الطيب!

وتتسع ساحةالطيب وعائلته فى القاهرة للكثير من المناسبات وتتوفر بها كافة مقومات الإقامة والضيافة للراغبين من أبناء القرية والقرى المجاورة، سواء مسلمون أو أقباط أو من أي مكان آخر في زيارة القاهرة وقضاء مصالحهم فيه، وتستقبلهم الساحة وتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه، فضلا عن وجود جمعية خيرية تتولى استضافة الفتيات اليتيمات وتربيتهن والتكفل بنفقاتهن حتى الزواج، واستقبال الحالات المرضية وتوفير العلاج لها، وبإرشادات من شيخ الأزهر وتحت رعايته ومظلته الإنسانية يتولي كل أبناء الطيب خدمة الزائرين والمقيمين في الساحة بالأقصر والقاهرة، والالتزام بمهام معينة مثل
سداد ديون الغارمات، وتقديم الخدمات لمن يطلبها، وحل أى مشاكل أو خلافات اجتماعية.

** زهد وتصوف!

ودليلا على الزهد والتصوف، لايتقاضى الإمام الطيب راتبا عن منصبه كشيخ للأزهر، لقناعته بأنه يؤدي عمله في خدمة الإسلام، ولا يستحق عليه أجرا إلا من الله، كما تنازل عن الكثير من مخصصاته قناعة وتقشفا، وخصص الكثير من المعونات من الأزهر للمتضررين من السيول والنكبات، وبناء المستشفيات، وتعويض ضحايا الإرهاب، وقدم الكثير من رحلات الحج والعمرة لأقارب وذوي الضحايا.

** العروبة والإسلام

وبقدر إخلاصه لأهله ومجتمعه، تسجل مواقفه أيضا إخلاصا مماثلا لعروبته وانتمائه للإسلام، فمنذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وانطلقت تصريحات ونداءات شيخ الأزهر فى بيانات قوية وشديدة اللهجة تندد بالعدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطينى، انتهاء بلقائه مؤخرا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيتريتش خلال زيارة الأخير للعريش، حيث أشاد الطيب بالأمين العام للأمم المتحدة وبمواقفه الشجاعة في نصرة الحق الفلسطيني ودعم العدالة وحقوق الإنسان في غزة، وبما بذلته وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة من جهودٍ كبيرةٍ تجاه اللاجئين والفارين من نيران العدوان.
كما أكد شيخ الأزهر أن العالم يسير بلا قواعد إنسانية أو ضوابط أخلاقية، مشددا على أنه إذا استمر الوضع الحالي فسنرى تفشيا غير مسبوقٍ للجريمة والكراهية والدمار والحروب وأعمال العنف، وستنتقل هذه العدوى من مناطق الصراع إلى كل دول العالم.
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحد إنه سعيد باللقاء مع شيخ الأزهر، معتبرا أن شيخ الأزهر يقدم مثالا يحتذى، باعتباره صوتا قويا مدافعا وداعما للشعب الفلسطيني.

** قيادة الأزهر

وتحت قيادة الطيب الجريئة، وجه الأزهر تحية للفلسطينيين "المتمسكين بأرضهم"، وأشار إلى أن مغادرتهم أراضيهم سيكون بمثابة "زوال قضيتهم إلى الأبد"، واتهم إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في غزة.
ولم يتوقف الأزهر منذ بداية الحرب وحتى لحظة كتابة هذه السطور عن مناشدة الحكومات العربية والإسلامية باتخاذ موقف موحد في وجه الالتفاف الغربي اللاإنساني الداعم للكيان الصهيوني، ومن أبرز عبارات الطيب فى هذا الصدد :"التاريخ لن يرحم المتقاعسين المتخاذلينَ عن نصرة الشعب الفلسطيني، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تستشعر واجبها ومسئولياتها الدينية والتاريخية وتسارع إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية على وجه السرعة وضمان عبورها إلى الشعب الفلسطيني، فهذا واجب ديني وشرعي والتزام أخلاقي وإنساني".