كتب - شريف سمير:
مثل عادات الفوانيس والمسحراتى وموائد الرحمن، انتشرت الأقاويل المأثورة والأحاديث المنسوبة إلى سيد الخلق ونبي الرحمة عن شهر رمضان، وكان لابد من التدقيق بشأنها لحسم مدى مصداقيتها، لاسيما وأنها شائعة وتقترب من قدسية النص القرآني.. ولذلك رصدت بعض التحليلات والقراءات العميقة فى جذورها ضعف بعضها وافتقادها إلى القوة والحجة!.
** صوموا تصحوا!
ومن الأحاديث المثيرة للجدل، (صوموا تصحوا)، وهو حديث ضعيف، وإن كان معناه صحيحاً، وقد ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".. وحديث آخر بنفس المعني هو: (يوم صومكم يوم نحركم)، وهو حديث لا أصل له، كما قال الإمام أحمد وغيره.
** خمس يفطرن الصائم!
ويروى حديث ثان :"خمس يفطِّرن الصائم، وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة)، وهو حديث ضعيف، حيث قال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديثُ كَذِبٍ، واقتصر الشيخ السبكي على تضعيفه.
** تأخير السحور!
ويروى حديث آخر: (لا تزال أمتي بخير ما أخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر)، والحديث منكر كما قال الشيخ الألباني، والصحيح من ذلك حديث: (لا تزال أمتي بخير ما عجَّلوا الإفطار).
** العتق من النار!
ومنها حديث: (أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النار)، وأشار ابن خزيمة إلى ضعفه، كما قال الشيخ الألباني إنه "حديث منكر".
**الخصال الخمس!
وأيضا حديث: (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى، ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة). قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟ قال: (لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله)، رواه الإمام أحمد في "المسند". وقال محققو "المسند": إسناده ضعيف جداً، وبعض ألفاظ حديث أبي هريرة قد وردت من طرق أخرى عنه.
** شهر الله
كما انتشر حديث: (شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر) وأجزم الألباني بضعف الحديث في "السلسلة الضعيفة"، وأيضا حديث: (إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد)، وأشار ابن القيم إلى ضعف روايته، وقال الشيخ الألباني: إسناد هذا الحديث ضعيف. ويغني عنه حديث: (ثلاث دعوات لا تُرَدُّ: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) حيث رواه البيهقي في "السنن الكبرى"، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"، وقال: إسناده حسن.
** اسم الله!
ومنها حديث: (لا تقولوا: رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان)، وهو حديث موضوع.. وحديث: (إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له)، وهذا الحديث لا يصح، كما قال نقَّاد الحديث.
** سفر الصائم
ومنها حديث: (صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر)، وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" .. وأيضا حديث: (انبسطوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله).
** نوم الصائم عبادة!
كما دحض الشيخ الألباني كلا من (نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور)، و(من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لايقبل منه حتى يصومه).