كتب :محمد أبوزيد
تسارعت وتيرة الأحداث في المنطقة بعد منتصف ليل القاهرة بشكل ملف ومثير للغاية، فبينما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاب الحرب المعتاد أمام عائلات قتلي الجيش الاسرائيلي في الحرب على غزة، مجددا وعوده باستمرار الحرب حتى يتم تحقيق النصر - سبق وأن كرر هذا الكلام عشرات المرات دون أن يحقق هدف واحد من الأهداف المعلنة للحرب التي بدأت منذ 120 يوم - شهدت المنطقة تحركات غير مسبوقة وإشارات لا تخطئها عين، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة.
وفجأة بدا ولأول مرة أن اتفاقا وشيكا لنهاية الحرب على غزة قد أصبح على الأبواب.
فلقد أعلنت قطر رسميا على لسان وزير خارجيتها أنها تسلمت رد حماس على "إتفاق باريس" والذي سعت من خلاله أجهزة مخابرات عدة دول من بينها مصر لوضع اللمسات النهائية لتوقيع إتفاق لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل ووقف الحرب على مراحل "
وقالت الخارجية القطرية أن رد حماس كان إيجابيا، دون أن تقدم أية تفاصيل أخرى..
ضياء رشوان يثمن رد حماس
َودخلت القاهرة على الخط ممثلة في ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الذي أجري أكثر من مداخلة تلفزيونية أكد فيهم أن رد حماس حول صفقة محتملة لتبادل الأسرى كان إيجابيا، وأن القاهرة ستعمل بكل السبل لتحويل اتفاق تبادل الأسرى إلى إتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
تصريحات سعودية مثيرة للمرة الأولى منذ بداية الحرب
وتوالت التصريحات الإيجابية بعد منتصف ليل القاهرة حول قرب توقيع اتفاق لنهاية أكبر حملة إبادة جماعية في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.
ودخلت الرياض على الخط وأعلنت السعودية ولأول مرة أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية ووتطبيع للعلاقات مع إسرائيل الا بوقف تام للعدوان الإسرائيلي على غزة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس
تعليق مثير لبايدن على موقف رد حماس
ووردت الإشارة الثالثة على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي تغير موقفه بشكل كامل حيث علق على رد حماس بأنه مبالغ فيه قليلا، وكلمة قليلا توحي بتغير شديد في الموقف الأمريكي الداعم للعدوان الأسرائيلي بكل قوة.
َوتزامنا مع تلك الإشارات التي تؤكد أن اتفاقا لوقف شامل للحرب ولو على مراحل بات وشيكا للغاية أعلنت واشنطن أنها ستدعم منظمات الإغاثة في غزة ومنها الأونروا التي سبق وأن أعلنت عن وقف التمويل عنها.
وبات من الواضح أن الضربات الموجعة و المؤلمة للمقاومة ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أجبرت إسرائيل وأمريكا على تغيير موقفهم بعيدا خطاب المزايدة لنتنياهو ومجلس الحرب الإسرائيلي.
فبعد ساعات من بث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لمقاطع فيديو تثبت قدرة المقاومة على قتل عدد كبير للغاية من الجنود الإسرائيلين مرة واحدة، بدأ الموقف الدولي في التغير، وتغير معه أيضا الموقف الإقليمي.
وربما يكون هناك أسباب أخرى ستظهر تفاصيلها خلال الساعات المقبلة، ومن بينها عدم توسيع دائرة الحرب، وتلافي تأثير الأضرار الاقتصادية التي سبيتها الحرب للاقتصاد المصري وهو ما قد يشكل خطرا على المنطقة بالكامل
وقبل كل ذلك تشير كل المؤشرات أن تل أبيب ونتنياهو ومجلس حربه في ورطة لا حدود لها