رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

خطوة نحو الشفاء .. المسرح العلاجى يخترق أسوار المرض النفسي!!

المصير

الإثنين, 5 فبراير, 2024

08:37 م

كتبت-فاطمة محمود

من يتوجه إلي مستشفي يحيى الرخاوي للأمراض العصبية و النفسية قد يكون مريضا أو من أسرة المريض .. وقد يكون زائرا .. والزائر هو من يتوجه الي غرفة المرضي ليتعرف على شكواهم ويغوص فى معاناتهم .. ولكنه هذه المرة يفاجأ بأن المريض لا يتلقي علاجا مباشرا أو جلسات نفسية، وإنما يؤدي دورا بخلاف دوره في الحياة ويجسد شخصية ليست شخصيته الحقيقية فى خطوة إيجابية وفريدة نحو الشفاء.

وفى جولتى بالمستشفي لحضور تجربة فنية تحت مظلة المسرح العلاجى وهي "العلاج بالضحك"، لمست حضورا مكثفا لأهالي المرضي والأطباء وهم يؤدون العرض بكل حب والإحساس بالدور الذي يؤدونه.

وكان لقائي مع المعالج النفسي ورائد المسرح العلاجي في المستشفي الفنان محمد مهدي، الذى كشف أن جذور المسرح العلاجي منذ الأربعينات في القرن الماضي علي يد "جاكوب مورينيو"، موضحا أنه فى عام 2007 بجانب الفن عمل في مجال التفريغ النفسي وتنمية المهارات، وكل فترة يستخدم نوعا من المسرح يناسب المرضي وتشخيصهم.

وأضاف مهدى :"مثلا المرضي النفسيون بعد تأهيلهم من خلال انخراطهم فى مجموعات الدراما العلاجية يتم إنتاج "المسرح الدمجي" ويتم فيه دمج المريض وسط المجتمع بشكل فني مسرحي.

وعرف مهدى المسرح العلاجي بأنه مسرح مختلف يقدم فنا علاجيا ويختلف حسب المطلوب من العرض، مشيرا إلى أن العلاج بالفن يكون له تأثير كبير على المريض وعلى المحيطين به لأنه يغير فيه ويكسبه بعض المهارات والحساسية الفنية وكيفية استخدام الفن في الحياة كعلاج و العلاج بالفن يجعل من المستشفيات والمراكز العلاجية "بؤرة ثقافية علاجية".

وأوضح أن تأثير المسرح العلاجي علي المريض، يتمثل فى منح المريض ثقة وإحساس بالنفس خصوصاً حضوره على المسرح ومواجهته للجمهور وأهله ويبدأ في تمثيل دوره.

أما الأهل، فإنهم ينبهرون لما وصل له مريضهم وينظرون لهم نظرة مختلفة.

واختتم مهدي حديثه بمقولته الذي يوجهها للمرضي أو الأهل دائما وهي أن"الدواء ممكن يرجع المريض زي الأول بس العلاج بالفن بيرجع المريض أحسن من الأول"!

ومن جانبها، شجعت الدكتورة منال حسن مديرة مستشفي الرخاوي هذه التجربة وكانت أيضا متحمسة للفكرة ودعمت المزيد من التجارب المسرحية العلاجية.

كما اقترحت مسرحية مماثلة يقدم فيها المرضي الصلح لأهلهم.

ورأت حسن أن العمل الفني والضحك كفيل بأن يوصل رسالة بأن ابنهم أو المريض "بيصالح أهله وبيتغير"، على حد تعبيرها.

ودعم هذه التجربة المذهلة أيضا الأخصائي النفسي أحمد رفعت والأخصائي عماد فتحي و ساعدا بقوة وإيمان في ترسيخ أقدام "المسرح العلاجى" فى أرض الوقاية من براثن المرض النفسي!