كتب - شريف سمير:
وأنت تبحث عن أى معلومة تتعلق باسم "الدكتور حازم حسنى"، ستفاجأ بأن كل الصفحات شبه مغلقة ومحظورة .. فهو ليس مجرد أكاديمى جامعى وأستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة تتلقى الأجيال العلم والتحليل الموضوعى على يديه ومن فيض خبرته وفقط ، ولكنه صاحب موقف سياسي شهير دفع ثمنه من حريته والتصاق رائحة القيود والجدران بجسده وأنفاسه!!.
قليلون هم من حفروا أسمائهم بأحرف من نور فى سجل أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسة .. ومن بينهم "حسنى" الذي اشهر سيفه لنصرة الحق ودفاعا عن الوطن بلا أي مصلحة مادية أو سياسية، فالرجل لم يكن طامعا في ذهب المعز في أي يوم من الأيام ولم يخش سيوف" أي معز" بلا أيدولوجية ضيقة أو منفعية سائدة، كل ما فعله كان بدافع حب الوطن والخوف عليه.
حيث سخر علمه وخبراته لانتقاد الأوضاع الخاطئة وتغيير الواقع للأفضل دائما دون مزايدة أو مواربة .. ولم يضن على طلابه بالمعلومة الصادقة أو النصيحة الثمينة حرصا على مستقبل الأجيال ووعيهم السياسي الناضج .. وكان لابد من دفع الضريبة!!
فقد كان حسنى المتحدث الرسمي باسم حملة الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق أثناء ترشحه لانتخابات الرئاسة عام ٢٠١٨ .. ومنذ هذا الاختيار، واصطدم الأكاديمي البارز بالسلطة، حيث أعلن استقالته من السلك الجامعة لتجاهل الجامعة اعتقاله أكثر من عام بتهمة نشر أخبار كاذبة.
وفي فبراير عام ٢٠٢١، تم الإفراج عن "حسنى" مع فرض التدابير الاحترازية بحيث لا يمكنه مغادرة منزله.
ونشر حسني وقتها استقالته التي لم يتلق ردا عليها، ولو هاتفيا، مؤكدا أنه نشرها للتأكيد على ما جاء فيها، وحتى لايكون ثمة حديث مستقبلا عن عدم وصول الرسالة للمرسل إليه، وفق تعبيره.
ووصف حسني نهاية رحلته في جامعة القاهرة بأنها "حزينة"، مؤكدا أن نشره للاستقالة جاء درءا لما قد تسعى له الجامعة من اتخاذ إجراءات إدارية بحقه.
وقال حسني في نص الاستقالة إنه كان ينتظر بيانا يدافع عنه، وأن تنتدب الجامعة أحد أساتذة كلية الحقوق للحضور معه أمام النيابة، موضحا أن ذلك لم يكن ليغير من مسارات الأحداث شيئا؛ إلا أنه كان سيشعره بالانتماء المؤسسي كما كان سيشعر النيابة بأن جامعة القاهرة حريصة على استجلاء وجه الحقيقة في الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه.
وأضاف "لم أكن أنتظر من الجامعة أن تخوض إلى جانبي معركتي السياسية، وإنما كنت أنتظر منها فقط أن تخوض معركتها هي، وأعني بها معركة الحقيقة التي لم تنشأ الجامعة إلا لتخوضها".
ومنذ سبتمبر 2019، أوقفت السلطات حسني، على ذمة التحقيق معه في تهم نفى صحتها، بينها "مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة".
واعتبر نشطاء أن باستقالة حسني، خسرت جامعة القاهرة قامة اقتصادية ومفكرا وسياسيا أثار الكثير من الجدل ووضع تلاميذه من الشباب أمام الكثير من التساؤلات.
ترجل الفارس وهو شامخا معتزا بوطنه وكرامته ومتمسكا بمبادئه