تحتفل وزارة الداخلية كل عام بعيد الشرطة تحديدا يوم 25 يناير، وذلك تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية
في يوم 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة المصرية تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
وأسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن استشهاد 56 شرطيًا مصريًا و73 جريحًا.
ودارت معركة غير متكافئة بالنسبة للسلاح، حيث استخدم الجيش الانجليزي المدفعية والأسلحة الثقيلة في مقابل الأسلحة الخفيفة من البنادق العتيقة التي كانت بحوزة الشرطة المصرية، إلا أن رجال الشرطة قاموا بمعركة بطولية ورفضوا الاستسلام وتسليم أسلحتهم وقاتلوا بكل شجاعة
حتي قام الجنرال اكسهام القائد البريطاني، بتقديم التحية لرجال الشرطة المصرية، وذلك تقديراً لهم علي بطولاتهم في تلك المعركة.
حوار النقيب مصطفى رفعت مع الجنرال الإنجليزي اكسهام
دار حوار بين النقيب مصطفى رفعت ضابط قسم شرطة البساتين بالإسماعيلية وبين الجنرال الانجليزي اكسهام، حيث قال اكسهام:
"شيل القماشة اللي فوق المبنى دا ـ ويقصد العلم فوق محافظة الإسماعيلية ـ واركب القطار أنت وجندوك وتحركوا من الإسماعيلية على القاهرة ، فرد "رفعت" بصلابة وجأش القماشة دي علمنا، وهيفضل يرفرف هنا، أما القطار فممكن تركبه انت وجنودك، لأننا لو حربنا بعض 50 سنة مش هنسلم ، فاندهش الجنرال الإنجليزى، قائلًا:" انت كدا بتحارب جيش بريطانيا العظمى".
وبعد سنوات من المعركة يقول رفعت، نزلت لقيت الجنرال الإنجليزى أكسهام على باب المحافظة، وأيقنت أن الواحد كدا كدا ميت، لكن قبل ما أموت لازم أعمل حاجة فاستبسلنا ، مضيفًا بعد انتهاء المعركة، أمر أكسهام جنوده بمنح الأبطال المصريين التحية العسكرية، قائلًا: حيونا، وحسيت أنى كبرت وبقيت زي الجبل.
المعركة..
وبدأت المعركة البطولية لرجال الشرطة المصرية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تقذف مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعي الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وفوجيء القائد البريطاني المتعجرف برفض رجال الشرطة المصرية وجاءه الرد من النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وفي نهاية المعركة قام الجنرال اكسهام بأمر جنوده بتقديم التحية للشرطة المصرية علي بطولاتهم الخالدة وقتالهم بكل شرف
احتفالات الداخلية..
وتقوم وزارة الداخلية بالاحتفال بعيد الشرطة سنوياً في يوم 25 يناير تخليداً لتلك الذكرى العطرة ،وجرت العادة في تلك الاحتفالات بإصدار قرار من الوزارة بزيارة استثنائية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل ،كما تقوم الوزارة بعمل قوافل مجانية بقطاع الخدمات الطبية إضافة إلى العديد من الإجراءات الأخري احتفالا بتلك المناسبة ،وهذا اليوم هو إجازة رسمية للدولة تكريماً لرجال الشرطة الأبطال.