رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الانتحار .. ”حلم” المراهقين .. وخطوات لإنقاذ ابنك من ”عذاب القبر”!!

المصير

الإثنين, 15 يناير, 2024

08:02 م

كتبت- أماني سلام:

لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار حالات الانتحار، والتي ألمت بالغالبية العظمى من الشباب المراهقين، ويبدو أن هؤلاء الشبان والشابات، الذين يمرون بفترة حياتهم المهمة والحساسة، لم يشعروا بتحقيق أي إنجازات أو تقدم يضفي معنى لحياتهم أو يسهم في تطور المجتمع، ليجدوا في النهاية أنفسهم قد قرروا إنهاء حياتهم بشكل مأساوي وسريع.

تلك الحالات تثير القلق وتستدعي الانتباه لتحديات نفسية قد يواجهها الشباب في مجتمعنا، تحتم علينا كمجتمع أن نفهم جيدًا أن الشباب يمرون بمرحلة حساسة في حياتهم، وقد يواجهون ضغوطًا كبيرة من مختلف الجوانب.

لحل هذه القضية المأساوية، يجب تعزيز الوعي النفسي وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للشباب، ينبغي أن نعمل جميعًا على تقديم الفرص والموارد التي تعزز نموهم وتعزز إحساسهم بالانتماء والقيمة الشخصية. هذا يتطلب التعاون بين الأسر والمدارس والمجتمعات لخلق بيئة داعمة تشجع على التحدث عن المشاكل النفسية وتوفير الدعم اللازم، كما أنه علينا أن نضع استراتيجيات فعّالة للتوعية حول الصحة النفسية وضرورة البحث عن المساعدة عند الحاجة، ومحاربة النوعية وتقليل الضغوط الاجتماعية التي قد تكون عبئًا على الشباب. في النهاية، يجب علينا كمجتمع العمل معًا لتشجيع الأمل والتفاؤل، وتوجيه الاهتمام لمشكلة الانتحار بشكل شامل للحفاظ على سلامة ورفاهية شبابنا.

يسلط موقع "المصير" الضوء على آراء بعض أطباء الأمراض النفسية بهدف توعية الآباء حول أهمية تجنب حوادث الانتحار في مرحلة المراهقة، يشدد هؤلاء الأطباء على أهمية فهم تحديات وضغوط المراهقين وتقديم الدعم اللازم لهم خلال هذه الفترة الحيوية.

تبرز آراء الأطباء في حول الأسباب المحتملة لارتفاع حالات الانتحار في هذه المرحلة، مثل الضغوط المدرسية، والمشاكل العائلية، والتحولات الهرمونية، كما أكد الأطباء أهمية فتح قنوات الاتصال بين الآباء وأبنائهم، وتحفيزهم على التحدث بصدق حول مشاكلهم ومخاوفهم.

تشجع هذه الآراء على تقديم المساعدة المهنية للمراهقين الذين يظهرون علامات على الضغط النفسي أو الاكتئاب، كما أشارت إلى تعزيز بيئة داعمة وفهم عميق لتحولات المراهقين، مع التركيز على تعزيز الصحة النفسية والاستفادة من خبرات أطباء الأمراض النفسية في هذا السياق.

كما تمت الإشارة إلى دور الآباء في تشجيع الحوار الصحيح حول الصحة النفسية وتوفير الدعم اللازم للمراهقين، وتسليط الضوء على أن الوعي والتدريب حول هذا الأمر يمكن أن يسهمان في تقليل حالات الانتحار في هذه المرحلة العمرية الحساسة.


فيما شدد دكتور حسام الوسيمي، أستاذ علم النفس المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريح خاص لـ المصير " على ضرورة الوعى بأهمية العلاج النفسي وتوجيه الأبناء للعلاج النفسي في حالة معاناتهم من مشكلات تعوق أنشطتهم المعتادة (وعدم اللجوء للدجالين كحل للمشكلات النفسية)وإزالة الوصمة الاجتماعية Public stigma المرتبطة بالعلاج النفسي، (وصــمة المـرض النفسـى).

وأضاف "تعتبر التنشئة الاجتماعية الإيجابية للأبناء من أهم عوامل وقايتهم من الاضطرابات النفسية والانتحار، بينما تؤدي أساليب المعاملة الوالدية السلبية إلى ظهور المشاكل بين الأبناء، وتتضمن الأساليب السلبية التمييز فى المعاملة أو التسلط أو الحماية الزائدة"

وأشار إلى ضرورة التعزيز الإيجابي للسلوكيات الإيجابية للأبناء من خلال الثناء عليهم، وإظهار التقدير، التقبل، وهو أحد أهم أساليب المعاملة الوالدية الإيجابية، ويعني أن يتقبل الوالدين أبنائهم كما هم، بجميع نقاط قوتهم وضعفهم، يتضمن ذلك قبول مشاعرهم وأفكارهم وسلوكهم، مؤكدا أنه عندما يشعر الأبناء بالقبول، فإنهم يشعرون بالأمان والحب والدعم ، مشير إلي أن الديمقراطية: وهي أسلوب معاملة والدية يركز على مشاركة الأبناء في القرارات التي تؤثر على حياتهم. والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، واحترام آرائهم.