الحملة على بيومي فؤاد مبالغ فيها واللي شتمه عمل كده علشان ضامن أنه مش هيتحبس
لو ساءت الأمور أكثر مما نحن فيه فلن أندم على عهد مبارك فهو السبب في وصول مرسي للحكم
رغم اختلافي مع حماس لكن يجب أن أقف معها الآن في خندق المقاومة
دفعت أثمانًا باهظة لمواقفي السياسية ولكني لست نادمًا على التجربة
تعامل حماس مع الأسرى ليس فيه جديد ويجب أن تقدم لهم كسوة صيفًا وشتاءً
مع أن الحوار مع خالد يوسف يشبه السير في حقل ألغام، أو المشي حافيا على أشواك حادة، إلا أن الرجل رغم ما خاضه من" سقطات إنسانية" يراها البعض متعمدة عقابًا له على موقفه من قضية تيران وصنافير، بينما يرى الأغلبية أنه هو المسؤول عنها بنظرية "امشي عدل يحتار عدوك فيك"... رغم كل ذلك استطاع العودة لصدارة المشهد السينمائي بفيلمه الجديد الإسكندراني، الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد العوضي، وفي الجزء الثاني من حواره مع المصير تحدث يوسف بصراحة لا تخلو من الحذر في كل شيئ بداية من أزمة بيومي فؤاد ورأيه فيها ورأيه في الانفتاح في السعودية، ومهرجان الرياض وموقفه من إبراهيم عيسى وغيره ممن يهاجمون المقاومة ورؤيته لحركة حماس وكيف ينظر لها بعد طوفان الأقصى، ولماذا يعتبر أن ما قامت به حماس مع الأسرى الإسرائيليين من معاملة راقية أبهرت العالم شئ عادي، وكيف ينظر لمبارك الآن.... وتفاصيل أخرى مثيرة وإلى نص الحوار
ما رأيك في الإنتقادات الموجهة للفنانين المصريين الذين يسافرون للسعودية للمشاركة في مهرجان الرياض والقول بأن السعودية تسحب البساط الفني من مصر ؟؟
أنا أرى أن هناك حساسية زائدة في التعامل مع هذه الأمور، نحن المقصرين، فكون أن السعودية بعد ما كانت مجتمع منغلق، أصبحت مجتمعًا مفتوحًا، ويستعينون بالفنانين المصريين، سواء في التقديم أو في الإنتاج فهذا رواج، للفن والثقافة المصرية.
وبدلًا من أن ننتقد علينا أن نستفيد من بلد "صاحبة قرارها"، ولا نصادر عليها ونتعامل كأن هناك عدو، وستظل أنت من تملك الكوادر، الفنانين، وبنية الصناعة السينمائية، وأصول مسرح، ولذلك لن يستطيع أحد سحب السجادة من تحت مصر، لو قامت بدورها الصحيح، وإنفتاح السعودية خير.
فمن الممكن استخدامه، للنهضة الفنية العربية، فنحن في النهاية أمة عربية واحدة، ذات ثقافة واحدة حتى ولو كل ثقافة بلد لها خصوصية، ولكن في النهاية كله نهر ثقافة عربي واحد، ويجب الحفاوة بهذا الانفتاح ، فبدلًا من أن يكون مجتمعًا منغلقًا ويخرج أسامة بن لادن، سيصبح مجتمعًا مستنيرًا ويخرج مبدعين، فنحن حتى الأن نقول السهرة مع الفيلم العربي وليس المصري، فلماذا الحساسية " علشان هما عندهم فلوس وأحنا لا" .
كيف رأيت أزمة بيومي فؤاد بكل تفاصيلها
التنمر الذي تعرض له بيومي فؤاد ناتج من احباط، ويأس وعدم تحقق لهؤلاء الأشخاص، الذين يقومون بتنفيس غضبهم من وراء شاشات الكمبيوتير أو الموبايل.
وأنا من أكثر الناس إيمانًا بقضية فلسطين، وإذا كنت قد اعتقلت 10 مرات، فمنهم 7 بسبب فلسطين، وأول فيلم لي كان يحمل جمل تنديد بإسرائيل، لكن انا أرى أن الحملة كان مبالغ بها، لإن هؤلاء الأشخاص يريدون أن يقولوا أشياء كثيرة ومضغوطه بداخلهم، ولكنهم خائفين "فبيستوطوا" حيطة الفنان الذي إذا شتمه مش هيتحبس بسببه"، في حقد دفين موجود عند كل من هو غير متحقق واستصعبت عليه الحياة، ولا يستطيع العيش كما كان يتمنى، وفي السوشيال ميديا الحكاية بلا حساب أو ضرائب، " فاشتم زي ما انت عاوز" .
لك أفلام في عهد مبارك اظهرت العديد من السلبيات في المجتمع والأن هناك أصوات تبدي ندمها على عهده في كل شئ بداية من الحريات وحتى زجاجة الزيت فما رأيك في ذلك ؟
لا أوافق على كلمة ندم، فأنا واحد من الذين خرجوا ونددوا بعهد مبارك، ولو ساءت الأمور أكثر من ذلك فلست نادمًا، لإنه من حقنا أن نحلم ولكن كون أن ماحلمنا به لم يتم تحقيقة، فهذه ليست مشكلة الحلم، ولكن مشكلة أن هناك اليات استخدمت خطأ، فلم نصل لما كنا نتمنى، ولكن لا نندم مطلقًا على عهد مبارك، ومازلت أقول ان أي تقصير أو تأخر هو في الأساس بسبب مبارك، فلو تحدثنا بشكل حقيقي سنجد أن الرئيس مبارك، الذي ظل في الحكم لمدة 30 عامًا، لم يستطع عمل تحول ديمقراطي يقوي به الأحزاب المدنية، مثل الوفد والتجمع ، بدلًا من أن يخربها الأمن ويحولها إلى مجرد دكاكين.
ومبارك ترك الأخوان يتحركون تحت الأرض حتى انفجرت الأمور في 25 يناير "، وركبوا البلد.
والفراغ يجد من يملئه، فلو وجدت الأحزاب وقتها لما حكمنا محمد مرسي.
وبالتالي ما حدث لنا كان هو السبب به، ولو كان سؤالك عن أن الأحوال الأقتصادية، ساءت عن أيام مبارك، سأوافقك الراى لكن ليس معنى هذا أن نكفر بماصنعناه في 25 يناير، أو 30 يونيو أو اننا حلمنا بأننا نصنع وطن أفضل.
وماذا عن مساحة الحرية التي كانت موجوده في عهد مبارك وجعلت أفلامك تخرج للنور؟
هو أعطاني هذه الحرية والمساحة، لكي يقول للعالم وللشعب أنه ديمقراطي، ولكن في نفس الوقت لم يوفر آليات على الأرض تمكن هذا الرأى أن يصل إلى الناس ويحدث تأثير وتأثر وينتج عنه فعل، ففي النهاية كان مجرد تنفيس.
.
في ظل المذابح والمجازرالموجودة في فلسطين هناك أصوات في مصر مثل إبراهيم عيسى تهاجم المقاومة بشكل مريب ولا تتحدث عن العدو الإسرائيلي بكلمة واحدة فما هو تفسيرك ؟
الكفاح المسلح منصوص علية في ميثاق الأمم المتحدة، لأنه أمر مشروع وكل الاتفاقات الدولية تقر حق أي شعب في الدفاع عن نفسه، بما فيها الكفاح المسلح، ولذلك فأي شخص يستنكر فكرة الكفاح على شعب محتل لأكثر من 70 عامًا، اعتقد أنه شخص يقلب الحقائق لمجرد أن المقاومة تحمل صبغة إسلامية، مع العلم أنني ضد التيار الأسلامي وضد تسيس الدين، لست معه، ومع العلم أيضا أنا ومنذ أيام الجامعة كان عندي صراع مع من كان يطلق على فلسطين إنها إسلامية، وكنا نقول عربية.
فإضفاء أي طابع ديني على قضية فلسطين، يجعلنا نخسر القضية وهذه من ضمن ملاحظاتي على حماس، ففلسطين منذ فجر التاريخ كانت ملك الكنعانين العرب، ثم جاءت اليهودية فمنهم من اعتنقها ومنهم من بقى على الوثنية، ثم جاءت المسيحية منهم من تنصر ومنهم من ظل يهودي، وجاء الإسلام فمنهم من أسلم ومنهم من ظل يهوديًا ومسيحيًا، فهى أرض عربية تخص العرب المتواجدين بها سواء كانوا يهود أو مسحيين أو مسلمين، هذا هو شرح القضية الحقيقية، أما يهود الفلاشا القادمين من أثيوبيا فليس لهم علاقتهم بأرض فلسطين، والذين أتوا من أوروبا وروسيا وأمريكا ليس لهم علاقة بهذه الأرض، ولذلك عندي ملاحظات على طرح حماس نفسها، ولكن لا يمكن أن أقف ضد من يدفع ضريبة الدم ويحاول تحرير أرضه.
وفلسطين ستحرر بشيئين هما، الدم وبإقناع الراي العام العالمي أنها قضية عادلة، لأننا فاشلين أن نصدر للراي العام العالمي هذه النقطة، أنا لفيت العالم واستمعت إلى أراء مختلفة في هذا الموضوع، وللأسف الكل يعتقد اننا الهمج الذين نريد أن نقذف بإسرائيل في البحر.
وكيف يصل صوتنا الصحيح إلى الراي العام العالمي هل هناك صعوبة ؟.
لا توجد صعوبة، ولو أن الحكومات العربية مؤمنة بأن تحرير فلسطين مهمة حقيقية، وليست للحفاظ على عروشهم، كانو استخدموا كل الأدوات التي تمكنهم من تحقيق هذا الهدف.
وهناك تجربة واضحة هي تجربة تحرير جنوب إفريقيا، التي تحررت عندما اقتنع الرأي العام العالمي أن هناك عنصرية في جنوب إفريقيا، فسقط النظام العنصري، الحكومات التي تقف في ظهر إسرائيل، في النهاية بلاد لديها ديمقراطية أو شبه ديمقراطية، وتخشى من الرأي العام داخل بلادها، وتعرف أنه إذا احتدم الأمر لن تأتي في الانتخابات القادمة .
ألم ترى أن هذا بدأ يتحقق إلى حدا ما ؟
طبعا أرى ولذلك فأعظم ما حدث في 7 أكتوبر هو أن القضية الفلسطينية أخذت ابعادًا في الرأي العام العالمي، وكسبت مساحات لم تحصل عليها منذ أن احتلت فلسطين، ولذلك يجب أن يروج الوطن العربي وكل شرفاء العالم للقضية بشكل صحيح.
حتى يصل إلى وجدان العالم ويقتنع الرأي العام العالمي أن هذه قضية عادلة وأن هناك نظامًا عنصريًا، في فلسطين، وقتها ستحرر فلسطين .
ما رأيك في التحولات الفكرية لإبراهيم عيسى
لا أحب أن اتحدث عن أشخاص، لإن هذا الكلام لن يفيد أحد.
ما يهمني ويشغلني الفكرة والقضية نفسها، القضية ليست في وضع ملحوظات على أشخاص بعينهم .
ما رأيك في الطريقة التي تعاملت بها حماس مع الأسرى الإسرائليين ؟
اتصور انه لو فعلت حماس غير ذلك، لخسرنا القضية أكثر، فحماس لم تفعل شيئا جديدا، والأسير في الإسلام له كل الاحترام، فليس لديك شيء عنده، إلا التحرير دون قيد أو شرط، إما تحريره بفديه، وأما إذا بقى اسيرًا، فلا يجوز ضربه أو إهانته، وعليك كسوته صيفًا وشتاءً، وأن تقدمه عليك في الطعام هذه هى الشريعة الإسلامية، أما إذا تحدثنا عن القيم الإسانية فالأسير له كافة الحقوق والأحترام، الأسير له حصانة طبقًا لأتفاقية جينيف، حصانة تحدث عنها الإسلام منذ 1400 سنة وتحدثت عنها اتفاقية جينيف منذ 50 سنة.
هل من الممكن أن تفكر في خوض الإنتخابات البرلمانية مرة أخرى ؟
انا خلاص " طلقت السياسة "، خلينا في الفن فهو دوري الحقيقي، فأنا خدعت وفهمت خطأ أنه من الممكن أن يكون لي دورًا غيره، لكني لست نادمًا على الدور الذي اديته، برغم أني دفعت ضريبة وأثمانًا فادحة، لإني لو لم أقم به، لظل هاجسًا بداخلي أريد القيام به في أي وقت، فالحمد لله أني دخلت واشتبكت، وهذا ارضى ضميري.
https://youtu.be/GIjyhxvwZg4