رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

قفزة كبيرة للدولار بالسوق السوداء بسبب”قناة السويس” وخبير يدعو لخفض رسوم المرور

المصير

الأحد, 14 يناير, 2024

12:17 م

كتبت: رؤى حسنين

قال الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، إنه من المبكر جدا التكهن بما سيؤول إليه الموقف حيال الاضطرابات المحيطة بقناة السويس سواء محليا أو عالميا، مشيرا إلى أنه بالفعل هناك مخاوف شديدة على حجم إيرادات القناة الدولارية وانتظام عبور الشاحنات بها باعتبارها الممر الملاحي الأفضل والإكثر استخداما عالميا، خاصة بعد التصريحات الأخيرة حول تراجع إيراداتها خلال الأيام الأولى من العام الجديد، إلا أن ذلك كله لا يمكن أن يجعلنا نجزم بأن الوضع سيستمر بهذا السوء.

وكان رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع قد أعلن أول أمس تراجع ايرادات قناة السويس بنسبة 40% خلال أول 11 يوم من شهر يناير الجاري، بسبب الاضطرابات الجارية في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيون من جانب والضربات الأمريكية البريطانية لمواقعهم من جانب أخر.

وبدأت هجمات الحوثيون على السفن العابرة من مضيق باب المندب بالبحر الأحمر في 19 نوفمبر الماضي، أي منذ قرابة شهرين، وذلك ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأمر الذي ترتب عليه توتر كبير بالبحر الأحمر أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن بدرجات كبيرة بلغت 5 أضعاف، إضافة إلى اتجاه كثير من السفن إلى تغيير مسارها بدلا من العبور عن طريق قناة السويس، والاتجاه الى طريق رأس الرجاء الصالح وذلك رغم استغراقه وقت أطول يصل لنحو 12 يوما إضافيا، وإلى جانب ارتفاع مخاطره وتكاليفه، كما تسبب ذلك إلى اضطراب ملحوظ في حركة التجارة العالمية ما دفعها إلى تراجع طفيف بنسبة 1.3% خلال الشهرين الماضيين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.. وقبل نحو 3 أيام بدأت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا شن عمليات عسكرية ضد مواقع للحوثيون باليمن، الأمر الذي زاد من حدة التوتر وأثار مخاوف حول توقف الملاحة تماما بقناة السويس، وهو ما نفاه تماما رئيس هيئة قناة السويس مؤكدا استمرار حركة ملاحة بشكل طبيعي بالقناة رغم تراجع عدد السفن المارة من 777 سفينة إلى 544 سفينة فقط مقارنة بالفترة نفسه من العام الماضي.

وقال النحاس في تصريحات خاصة لـ"المصير" ، أن تأثير أزمة البحر الأحمر عالمي كذلك وليس محلي فقط، وأن له تداعيات سلبية بدأت تظهر في عدة نواحي عالمية، منها ارتفاع تكاليف الشحن وتغيير مسارات بعض ناقلات النفط وتراجع طفيف بالتجارة العالمية، إلا أن هذه المؤشرات نفسها تؤكد أن الأزمة ليست كبيرة للحد الذي يتصوره البعض، وأنه من المبكر التشاؤم حيال القادم، مؤكدا أن هناك وسيلة بسيطة معبرة عن الوضع الحقيقي يمكن أن نحتكم إليها، وهي أسعار النفط، والتي تعد شديدة الحساسية لمثل هذه الأزمات العالمية، إلا أنها لم تشهد ارتفاعا مخيفا حتى الآن، وأنها لا تزال تدور حول 80 دولار للبرميل، موضحا أنه إذا كان الوضع العالمي خطير لهذه الدرجة المخيفة التي يتصورها البعض فعلا ، لكانت أسعار النفط كسرت سقف 100 دولار للبرميل بسرعة كبيرة، لكن ذلك لم يحدث .

وأشار إلى أن النتائح الأولية البديهية لأزمة البحر الأحمر على قناة السويس، هو تراجع عدد السفن المارة، وتخوف ناقلات النفط من العبور، وهو ما يؤثر على حجم ايرادات القناة، وهو ما سيؤثر بالتبعية على حجم الإيرادات الدولارية الداخلة للبلاد، وبالتالي سيكون له تأثير سلبي على توافر الدولار بالأسواق، وهو ما سيدفع سعره بالسوق الموازية لمزيد من الارتفاع.

ووصل سعر الدولار بالسوق الموازية، اليوم الأحد، نحو 56 جنيها، وذلك مقابل نحو 53 جنيها قبل يومين من اعلان تراجع إيرادات قناة السويس 40%، ما يفتح الباب ممهدا له لدخول الـ 60 جنيها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف النحاس أن استقرار الأمور في البحر الأحمر ومن ثم في قناة السويس مرهون بشكل أساسي بهجمات الحويثون، إلا أنه يمكن أن تكون هناك بعض الحلول المؤقتة لتسكين أوجاع قناة السويس والحد من تضررها، منها على سبيل المثال البحث عن مسارات بديلة عن المرور بمضيق باب المندب والاتجاه مباشرة إلى قناة السويس عبر البحر الأحمر ومنها إلى البحر المتوسط، موضحا أن ذلك الحل قد يتناسب مع عدد قليل من الدول مثل السعودية وإثيوبيا وهي دول مطلة على البحر الأحمر.

وتابع النحاس: أنه يمكن للقناة كذلك خفض رسوم العبور بدرجة جاذبة قادرة على الحفاظ على نسبة قريبة من نسب المرور المعتادة لديها، وهو ما يشجع من جانب أخر اتجاه السفن إلى تشديد الحراسة والتأمين عليها أثناء المرور بمضيق باب المندب رغم ارتفاع تكاليف ذلك، إلا ان القناة في المقابل مع خفض رسومها ستسهم في تشجيع ذلك الحل واستمرار العبور من خلالها.

وحاولت "المصير" التواصل مع عدد من المسئولين بهيئة قناة السويس لمتابعة الموقف الحقيقي هناك، إلا أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريحات حول تلك الأزمة.