كتبت: رؤى حسنين
كشفت دراسة اجرتها منظمة تابعة المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، عن توقعات عززها عدد كبير من خبراء الاقتصاد الدوليين ، أنه الـ 10 سنوات المقبلة ستشهد الذي إنشاء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وأنه سينتهي تدريجيا النظام الاقتصادي العالمي ذات القطب الأوحد الأمريكي.
وسيعقد المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في دروته الجديدة، في سويسرا خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير الجاري.
وطرحت الدراسة المتعلقة بالمنتدى الاقتصادي العالمي، سؤال على المشاركين حول أكثر الخيارات المقترحة تعبيراً عن الوضع السياس العالمي من حيث التعاون بين البلدان خلال العشر سنوات القادمة، وجاءت النتيجة أنّ "66%، أي ثلثي المشاركين، يعتقدون بأن نظاماً عالمياً متعدد الأقطاب سيظهر في سياسة العلاقات الدولية، حيث تتنافس القوى المؤثرة المتوسطة والكبيرة على وضع القواعد الإقليمية وتطبيقها، فيما أعرب 9 % فقط من المشاركين عن ثقتهم في بقاء النظام العالمي القائم على القيادة الأميركية، وأشار 10% من الخبراء الذين شملهم الاستطلاع، إلى تغيير مركز الهيمنة العالمية مع الحفاظ على القطبية الأحادية، و15% إلى إيمانهم بإقامة نظام عالمي قائم على المنافسة بين قوتين عظميين.
من جانبه، قال الدكتور ضياء حلمي الفقي الأمين العام لغرفة التجارة الصينية بالقاهرة، في تصريح خاص لـ"المصير" ، أنه يمكن إن نؤكد بكل ثقة أن العالم متعدد الاقطاب بدأ في التشكل بالفعل، وأن الامر سيحتاج اسنوات قليلة حتى يتبلور هذا المفهوم وتظهر ملامحه وتفاعلاته على ارض الواقع.
وقال إنه من المرجح بقوة أن يتجه العالم الى وضع نهاية للهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، وأن يتم القضاء على القطب الاوحد العالمي، والذي تمثله السيطرة الأمريكية وحدها على تجارة العالم، وأنه ستظهر اقطاب عدة لقيادة الاقتصاد العالمي.
وأوضح الفقي أن منظمة البريكس، والتي انضمت إليها مصر مؤخر إلى جانب السعودية والإمارات، سيكون لها دور كبير في تحقيق هذه النبوءة والقضاء على الهيمنة الامريكية على الاقتصاد العالمي، حيث تعد من الاهداف الأصيلة للمنظمة ، والتي تمثل عدد من أكبر الدول الاقتصادي كالصين وروسيا، الحد من هيمنة الولايات المتحدة، وفرض قوى اقتصادية اخرى على الاقتصاد العالمي، وذلك للحد من التمادي الامريكي في فرض العقوبات واستغلال القوة في الاضرار بمصالح الدول الأخرى.
وأشار الفقي إلى أن التبادل التجاري بالعملة المحلية وعدم اعتماد الدولار كعملة دولية وحيدة للتبادل التجاري، يأتي في مقدمة الأوراق التي تستخدمها المنظمة للحد من هيمنة العملة الأمريكي، وهو ما سيؤثر بقوة على قيمة العملة واهميتها للدول الأعضاء بالمنظمة والذي يمثل عدد سكانها نحو 50% من سكان العالم.
ومجموعة "بريكس" هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وعقدت أول مؤتمر قمة لها في يونيو 2009 في مدينة يكاترينبورغ الروسية، وتضم كل من البرازيل وروسيا الهند والصين.
وتحول اسمها من "بريك" إلى "بريكس" في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها، وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى تنمية العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل الاعتماد على الدولار.
وبلغت مساهمة دول بريكس، في الاقتصاد العالمي نح 31.5% ، مقابل 30.7 % للقوى السبع الصناعية والتي تضم كل من دول الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، كندا، اليابان، بنهاية 2022 بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.