كتبت: رؤى حسنين
يبدو أن شهادات الادخار ذات العائد المرتفع التي طرحها بنكي الاهلي المصري ومصر بعائد سنوي 27% ، لم تفلح في تقليل الطلب على شراء الذهب، حيث واصلت اسعار الذهب ارتفاعها، اليوم السبت، ليرتفع سعر الجرام بقيمة 40 جنيها، ليسجل عيار 21 نحو 3240 جنيها للجرام وهو نفس سعر تداوله أمس بعد ارتفاعه بهذه القيمة منذ اعلان طرح الشهادة الادخارية.
كانت المؤسسة البحثية جولدن بليون قد توقعت أن تسحب شهادات الـ 27% الجديدة السيولة من السوق، وتحافظ على السيولة بالبنوك، ما سيؤدي الى التقليل من حصة الذهب من السيولة النقدية التي سيتم ضخها في الأسواق، غير أنها اشارت أيضا، في بيان لها اليوم ،إلى ان ذلك التحليل ليس قاعدة محكمة التطبيق ، وان ولها استثناءات ما يجعل التوقع يخيب بعض الشئ مع استمرار ارتفاع الذهب.
وكانت أسعار الذهب قد شهدت تذبذبا تحت المستوى 3200 جنيه للجرام خلال الأيام الماضية، وذلك بفعل ترقب بدء استحقاق شهادات الـ 25% ، والذي كان يدفع بالتوقعات الى تحول السيولة النقدية الناتجة عن صرف مستحقات هذه الشهادات الى اسواق الذهب للشراء والادخار، وذلك قبل ان يبادر البنكين الاهلى ومصر بطرح اخرى جديدة واعلى فائدة.
وأعلن البنك الأهلي وبنك مصر، الخميس الماضي، عن شهادات ادخار جديدة بأجل عام واحد فقط، ويصل العائد على الشهادة الأولى 27% يصرف في نهاية السنة، والعائد على الشهادة الثانية 23.5% ويتم صرف العائد بشكل شهري، ويبدأ العمل بها بداية من اليوم الجمعة 5 يناير، وتعد هذه الشهادة الاعلى عائد تاريخيا لدى البنكين، وذلك بعد انتهاء آجال شهادة ال 25% بالبنكين.
أما عن سعر الدولار في السوق السوداء فشهدت اسعاره ثابتا نسبيا، حيث سجل حوالي 53 جنيها، ما يعكس انخفاض تأثير طرح الشهادات الادخارية الجديدة عليه سواء بالايجاب أو بالسلب، حيث يظل يدور في فلكه دون تحركات عنيفة، بينما يحافظ سعر الدولار الرسني بالبنوك على استقراره عند 30.90 جنيها.
وبلغت قيمة استحقاق شهادة ال 25% التي طرحها البنكين الاهلي ومصر يناير 2023، نحو 460 مليار جنيه، يضاف إليها قيمة العائد لتصل الى نحو 570 مليار جنيها، هي سيولة نقدية كبيرة كان في مقدورها زيادة حجم الطلب بالاسواق، خاصة على الملاذات الاستثمارية لحفظ الاموال مثل الذهب والعقارات، وهو ما بدوره سيسهم في زيادة نسبة التضخم التي تجتهد الحكومة في السيطرة عليها باستخدام آلية رفع اسعار الفائدة وطرح شهادات ادخارية عالية الفائدة، ما دفع البنكين الى طرح الشهادات الجديد الاعلى عائد في تاريخ البنوك، بغية احتواء التضخم والحد من طرح هذه السيولة في الاسواق، حسب خبراء مصرفيين.
وتمثل الشهادات الاخرى ذات العائد المرتفع فى بنكى الأهلى ومصر ، الشهادة الأولى ثابتة لمدة 3 سنوات بسعر 19٪ سنوى ويصرف العائد شهريا، والشهادة الثانية شهادة متناقصة لمدة 3 سنوات بسعر سنوى 22٪ لأول سنة و18٪ السنة الثانية و16٪ السنة الثالثة ويصرف العائد شهريا.
