استعرضت الكاتبة الصحفية زينب الباز نائب مدير تحرير مجلة نصف الدنيا الأهرام في حلقتها من سلسلة حلقاتها تحت عنوان الستات حكايات تاريخ تأسيس أول مدرسة للبنات في مصر ( مدرسة السنية ) والتي تم تدريسها في المدارس ودرجت في بعض كتاب التاريخ أن من أسس مدرسة السنية هو الخديوي إسماعيل وهذا خطأ شائع ورسخ في أذهان الكثيرين.
الحقيقة أن من أسس المدرسة هي خشم آفت لعبت جشم آفت دور هام وأيادٍ بيضاء في تطوير المرأة المصرية ومواكبة عصر النهضة والتنوير وخطط النهوض بالتعليم التي تبناها الخديوي إسماعيل، إذ أنشأت أول مدرسة حكومية مجانية لتعليم الفتيات وهى المدرسة السيوفية التي سميت بالسنية فيما بعد عام 1873م.
وكانت المدرسة نواة أولى لتعليم البنات في مصر، لأنها كانت المدرسة الأولي ليس في مصر فقط بل في العالم الإسلامي بأسرة، فقد حرمها الله من الإنجاب، فسخرت جهودها لخدمة المجتمع وقررت أن تتفرغ لأعمال الخير وتطوير التعليم، والاستثمار في صناعة العقول وتحرير الفتيات من الجهل فقدمت خدمة جليلة لكل فتيات مصر عندما أنشئت عام 1873 من مالها الخاص.
كما كانت أول مدرسة حكومية مجانية لتعليم الفتيات وهى المدرسة السيوفية التي سميت بالسنية فيما بعد، الدراسة كانت داخلية مجانية، وبدأت بـ 15 معلمة منهن الناظرة واثنتان من الأجنبيات، كما بدأت بخمس تلميذات، وزاد الاقبال حتى وصل العدد إلي 286 تلميذة بين 7-11 سنة خلال 6 شهور، وكانت البنات الدارسات يحصلن علي التعليم والمأكل والملبس وبدون أي نفقات.
ويذكر التاريخ ان طالبات مدرسة السنية خرجن لأول مرة للاشتراك في مظاهرة سياسية ضد الاحتلال الانجليزي في ثورة عام 1919 ووقفن مع الرجال يطالبن بانسحاب الاحتلال من مصر، وذلك كله يحسب للأميرة جشم آفت هانم. حيث دخلت جشم آفت التاريخ من أوسع أبوابه بتأسيس مدرسة لتعليم البنات التي أصبحت فيما بعد نواة الحركة التعليمية للفتيات.