رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مسئول العلاقات الفلسطينية في حزب الله لـ”المصير”: لولا تدخلنا في الحرب لسقط 5 آلاف شهيد في غزة يومياً

المصير

الثلاثاء, 2 يناير, 2024

04:56 م

وصلتنا رسائل غير معلنة بإغراءات إسرائيلية كبيرة منها الإنسحاب من مزارع شبعا مقابل خروجنا من الحرب

لن نسمح بهزيمة المقاومة وبالذات حماس وحالة واحدة تجعلنا نحولها لحرب شاملة

حزب الله يمد المقاومة الفلسطينية بالسلاح والتدريب وحاولنا إدخال مساعدات غذائية وما قدرنا

الحرب مع إسرائيل ليست دينية وهي على وشك الانتهاء

المقاومة الفلسطينية تلقت دورات تدريبية على الحرب مع إسرائيل في لبنان وسوريا وإيران

في حرب 2006 ليفني قالت لرايس أمريكا نفسها لا تستطيع هزيمة حزب الله

عبد الله صالح منح أعضاء بحركة فتح جوازات دبلوماسية للقيام بعمليات ضد إسرائيل في جميع كل الدول

قال حسن حب الله مسئول العلاقات الفلسطينية في حزب الله اللبناني أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوشكت على الإنتهاء بهزيمة إسرائيل، وأضاف في حوار مع موقع "المصير" أجراه معه في بيروت أن إسرائيل لم تحقق أي هدف من أهداف حربها على غزة ولذلك فهي مهزومة.

وكشف حب الله أن حزب الله يمد المقاومة الفلسطينية بالتسليح والتدريب، مشيراً إلي وجود تنسيق دائم بين الحزب وحركات المقاومة في غزة والضفة أيضا.

كما أكد مسئول الملف الفلسطيني في الحزب أن عدد كبير من أعضاء حركات المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها حصلوا على دورات تدريبية على الحرب مع إسرائيل في لبنان وسوريا وإيران، وإنه لولا تدخل حزب الله فى الحرب بعد عملية طوفان الأقصى لسقط 5 آلاف شهيد في غزة يومياً، كما نفي أن تكون عملية طوفان الأقصى والحرب الدائرة حالياً حرب دينية، مؤكداً أنه لا يوجد عداء مع اليهود كأهل كتاب واليهودية كديانة، وكشف عن أن حزب الله حاول إدخال مساعدات غذائية وطبية لغزة عن طريق إيران ولكن لم يتمكن من تحقيق ذلك.

وأشار إلى صعوبة الوضع الإنساني في غزة وأن هناك من يقتات على أكل الحيوانات في الشمال، كاشفاً الكثير من المعلومات المهمة بعضها يتم الكشف عنه لأول مرة .

وإلى نص الحوار:

بعد مرور ثلاثة أشهر على طوفان الأقصى، سألناه عن احتمالات تحولها إلى حرب شاملة أو انتهائها قريباً؟

اعتقد أن الحرب أوشكت على الإنتهاء، فالكيان الصهيوني أستخدم كل ما لديه من قوة غاشمة، حتى الحرب البرية، والكوماندوز، كل هذه العمليات فشلت، وأمريكا التي تدير المعركة مع إسرائيل أصبحت تطالب نتنياهو بتغيير حكومته المتطرفة، وتغيير مجلس الحرب، لا أنكر أن هناك صعوبات رهيبة في غزة، وأن البعض في الشمال أصبحوا يقتاتون مما تقتات منه الحيوانات، ولكنهم صابرون وصامدون حتى تحقيق النصر بإذن الله.

وهل تعتقد أن المقاومة بقدراتها المحدودة قادرة على تحقيق النصر؟

الانتصار بالنسبة للمقاومة هو إفشال أهداف العدو، المقاومة ليست جيشا حتى تجتاح وتحرر الأرض، وإذا حررت أرضا، لا يمكنها أن تبقى بها لأن العدو يملك قوة نار هائلة في البر والبحر والجو، وبالتالي فإن إنتصار المقاومة هو في إفشال مخطط العدو، مثلما حدث في حرب لبنان 2006، فإسرائيل دمرت الضاحية الجنوبية ودمرت الجسور والقرى والبنية التحتية في لبنان، ولم تستطع أن تنال من المقاومة، بل لم تستطع أن تتقدم 5 كيلو متر داخل الأراضي اللبنانية، ومعركة الدبابات في وادي الحجير خير دليل على ذلك، وقد قالت ساعتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية إن أمريكا أُصيبت بخيبة أمل في إسرائيل، فردت عليها تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية ساعتها وقالت إن الجيش الأمريكي نفسه لا يستطيع أن يهزم حزب الله.

وكان من الطبيعي أن نسأله عن نوع الدعم والمساندة التي يقدمها حزب لحركات المقاومة في غزة؟

حزب الله يمد يده للمقاومة الفلسطينية بكل ما لديه من قوة، بالتسليح والتدريب، فنحن نتحالف مع المقاومة في فلسطين على جميع المستويات، فنصرة المظلوم من واجباتنا الدينية والأخلاقية والقومية.

هل توجد محاولات من قبل الحرب لإدخال مساعدات إنسانية لغزة؟

حاولنا عن طريق إيران خاصة بعد مؤتمر الرياض "وما قدرنا" هكذا كانت إجابته مختصرة... لكنه استدرك قائلا.. وبالمناسبة إيران طلبت التلويح باستخدام النفط، وحتى التلويح "ما قبلوه"

َوهنا كان لابد أن نسأله ولماذا لم تقطع إيران بمفردها البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل؟!

بالنسبة لقطع إيران للبترول، فهناك عقوبات أمريكية على إيران، وتمنع تصدير النفط الإيراني، فلو قطعت إيران البترول تكون بذلك قد نفذت العقوبات الأمريكية ضدها، وهذا الأمر لن يساوي شيئا بالنسبة لقطع البترول العربي، فسلاح قطع البترول يجب أن يستخدم بشكل جماعي وليس بشكل فردي، إما أن كل الدول العربية والإسلامية تقطع أو لا، فلو فعلت ذلك دولة واحدة لن يكون سلاحاً فعالاً.

ولماذا لم تدخل إيران وحزب الله الحرب بكل قوة حتى الآن مع أن طهران هددت أكثر من مرة بذلك بعد طوفان الأقصي ؟

نحن إذا دخلنا الحرب بكل قوة، تتحول من حرب تحرير فلسطينية إلى حرب إقليمية، تنتهي بإتفاق إقليمي أو تفاهم على وقف إطلاق النار، أو قرار دولي، وفي ذلك الوقت يضيع الحق الفلسطيني، وطالما أن المقاومة متصدرة ولم تنهزم فنحن نظل في مواجهات محدودة، ولكن إذا تطورت الأمور في إتجاه هزيمة شاملة لحماس فسنخوضها حربا شاملة، فنحن لن نسمح بهزيمة المقاومة الفلسطينية بالذات حماس لأنها هي المستهدفة، ونرفض تهجير الفلسطينيين، فهذان أمران إذا تم اختراقهم وصار فيه خطر عليهم، سواء التهجير أو هزيمة المقاومة في ذلك الوقت فسنخوضها حربا شاملة، حتى لو تحولت إلى حرب إقليمية، لأنه إذا إنهزمت المقاومة ضاعت القضية الفلسطينية، فنحن هنا في لبنان فتحنا جبهة الحرب مع إسرائيل كمساندة لا كمعركة، لأننا لا نريد أن نحول المعركة إلى حرب إقليمية فتضيع حقوق الفلسطينيين.

ما نوعية الإتصالات والتحذيرات التي تلقاها الحزب من وسطاء دوليين لدعوته بعدم التورط في توسيع المواجهة؟

قلنا في قلب الحرب إن كل الاحتمالات مفتوحة، وبالمناسبة الأمريكان بعثوا رسائل لنا وقالوا لنا بالحرف "نحن لا نريد توسيع الحرب"، ومن قال "أن حاملات الطائرات والبوارج جاءت ضد لبنان"، هذا كلاماً كاذباً، هم أرسلوا لنا هذه الرسائل عن طريق الحكومة اللبنانية وعن طريق اليونيفيل وأطراف أخرى.

ولكن التنسيق مع المقاومة في فلسطين تجعلنا نقدر الموقف بشكل يومي، وإذا ما كان الموقف يحتاج لتدخل صارم أم لا، بمعنى أننا لا نتفرد بقرار، فنحن نرى أن المعركة يجب أن تكون فلسطينية، ولكن في أي لحظة الأمر وارد جداً أن نوسع الحرب وتصبح مواجهة شاملة، ولكن أعتقد أن الإسرائيلي يفكر بشكل جيد كيف يتخلص من تهديد حزب الله حتى لو وقفت الحرب في غزة، وهذه مسألة نحن منتبهون لها، فلدينا معطيات ومعلومات غير معلنة تقول يتم تعزيز قوات اليونيفيل وتعزيز قوات الجيش اللبناني، ونقدم إغراءات لحزب الله بالإنسحاب من الأماكن الخلافية ومن النقاط المتنازع عليها في البر والبحر وحتى من مزارع شبعا مع أهميتها الاستراتيجية، والأمريكان وعدوا بتنفيذ سد هندسي من ٣ طبقات يمنع تفوق حزب الله على إسرائيل حينما يتم تسليمه مزارع شبعا، وذلك كله في مقابل إنسحاب حزب الله من المعركة، هذا إن دل على شيء، دل على مدى قوة جبهة المقاومة من جنوب لبنان ودورها الكبير في التخفيف على غزة، والغطاء الغربي للمجازر الصهيونية في غزة ضخم وكبير، وكان من الممكن أن يتضاعف عدد الشهداء في غزة عدة مرات لولا تحرك حزب الله، الإسرائيلي كان مطلق اليد وكان من الممكن أن يقتل يوميا ليس فقط ٤٠٠ أو ٥٠٠ بل ٤٠٠٠ أو ٥٠٠٠، إذا لم يكن هناك جبهات أخرى، وإذا لم يكن هناك تحركات شعبية على مستوى العالم.

هل ظهرت أصوات عندكم ترفض العمليات العسكرية التي تقوم بها حركة حماس من لبنان؟

حركة حماس قامت بعمليات محدودة من لبنان، ونحن كحزب الله لا ننفرد بالجبهة حتى لا يقال إننا نقود الجبهة ونمنع الآخرين من المشاركة، وفي نفس الوقت نعطي رسالة للعدو نحن غير مسئولين عن أمنه ولا نمنع أحداً من المشاركة، فنحن لسنا موظفين عند الإسرائيلي، الجماعة الإسلامية قامت بعمليتين أو ثلاثة، حركة حماس قامت بعدة عمليات، وحركة الجهاد قامت بعمليات، والحزب الشيوعي كان يريد أن يقوم بعمليات ولكن كعادته دائماً كان متردداً، فهو دائم التردد ولكنه لم يفعل، ولكن إدارة الجبهة مضبوطة من قبلنا.

وكل قواعد وأجهزة الرقابة وأجهزة التجسس علي بعد 2 كيلو متر من الحدود اللبنانية كلها دُمرت، والإسرائيلي يحتاج لأكثر من عام من أجل إعادة بنائها، هذه النتائج مهمة وشكلت ظهراً قوياً ومتيناً لأهلنا في غزة وأربكت إجرامه، لأنه كان واخد قرار بإجرام بلا حدود مع غزة.

كيف ترى ما يحدث على الجبهة اليمنية ودورها في مناوشة وإرباك إسرائيل؟

اليمن لو كانت دولة كان هيكون لها حسابات، ولكن الفقير دائماً ما عنده حسابات، الفقير تلاقيه عنده نخوة وكرم أكتر من الغني، الغني يعمل حساباته دائماً، لكن الفقير غير ذلك، ومن الناحية العقائدية، الشعب اليمني كان دائماً يرفع شعار "الله أكبر .. الموت لإسرائيل ولأمريكا"، شعار نظري عند كثير من العرب ولكنه شعار عملي عند اليمن، واليمن من 50 سنة وهو مع القضية الفلسطينية، فاليمن موقعه الإستراتيجي يجعل التجارة العالمية في موضع إرباك، وحتى أيام على عبد الله صالح اليمن كان يساند المقاومة الفلسطينية بكل قوة، وعبد الله صالح أعطى لأعضاء من حركة فتح جوازات سفر دبلوماسية يمنية لكي يسافروا في جميع أنحاء العالم ويقوموا بعمليات ضد إسرائيل، وأبو عمار نفسه قال إن حركة فتح كان لها قواعد تدريب عسكرية في اليمن، ومنذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية في الستينيات واليمن مع المقاومة.

كم عدد شهداء المقاومة في جنوب لبنان منذ طوفان الأقصى؟

تخطوا ال 150، ومنهم مدنيون، فالإسرائيلي ليس لديه شئ يُوجع به عدوه سوي قتل المدنيين، فهو في المواجهة جبان، ورغم قلة عددنا وعتادنا نتفوق عليه في المواجهة، فهو لديه قوة نار هائلة ولكنه في المواجهة جبان ومرتبك، نقطة قوته هي نقطة ضعفه عندنا وهي قتل المدنيين، هو يقصف أتوبيس للطلاب في النبطية، هو يعرف أنها حافلة للطلاب، ويضرب إسعاف متعمداً، ويقتل الأطفال متعمداً، فهذه نقطة قوته تتمثل في إجرامه الذي فاق النازية بكثر.

هل تلقت حماس تدريبات على يد عناصر من حزب الله؟

طبعاً، هم تدربوا في لبنان وسوريا وإيران، وقد دربتهم إيران على كل أنواع الأسلحة التي يستخدمونها، وهذا الأمر ليس سراً، وأصبح معروف.

هل نحن بصدد حرب دينية في ظل وجود حكومة يمينية دينية هي الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني؟

لا هي ليست حرب دينية، الخلاف ليس بيننا وبين اليهود، هو بيننا وبين الصهاينة، فالقرآن يعتبر اليهود أهل كتاب وأهل ذمة

ولكن البعض يرى أن إسرائيل تقتل النساء والأطفال وفقاً لمعتقدات دينية متطرفة وبتفاسير دينية وتوراتية؟

هذه الأفعال تتم بغطاء من التوراة المحرفة، ولكن ليس وفقا للتوراة التي أُنزلت على سيدنا موسى، هم إذا قتلونا لا يُصبحون أهل كتاب ولا أهل ذمة بل يُصبحون أهل حرب، إذا كانوا عاشوا معنا وبيننا في سلام فهم أهل كتاب وأهل ذمة أي في ذمتنا ورعايتنا، ولكن إن قاتلونا فهم أهل حرب، فنحن لا نقاتلهم على أنهم يهود أو مسيحيون، ولكن نقاتلهم إذا قاتلونا، فالله أمرنا أن نقاتلهم إذا قاتلونا وأمرنا ألا نعتدي.

ما رأيك في تصريحات نتنياهو بأنه لا يعترف بإتفقات أوسلو؟

عندنا مثل في لبنان ما أعرف إذا كان عندكم بمصر أم لا... رضينا بالهم والهم ما رضي بينا، أوسلو أصلا اتفاق إسرائيلي ولم يتم تنفيذ أي شيء منه إلا ما يفيد إسرائيل، وطلبوا من منظمة التحرير أن تعترف بإسرائيل وأن تشطب الكفاح المسلح من الميثاق، وفعلت منظمة التحرير ذلك دون أي مقابل، حتى المسجد الأقصى وهو أوقاف إسلامية إسرائيل تريد أن تحتله، فإلغاء أوسلو ورفضها ليس رغبة لدى نتنياهو بل هو مطلب لدي الثوريون في حركة فتح، فالإسرائيلي غبي وأحمق والغضوب لا عقل له.