رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

لا أهل ولا وطن.. اليأس والفقر يدفع السودانيين إلى الانتحار.. خبراء: تقلبات الحياة ودخول بلادهم النفق المظلم أبرز الأسباب

المصير

الأحد, 31 ديسمبر, 2023

07:22 م

تزايدت في الآونة الأخيرة حالات انتحار السودانيين، مع اتساع رقعة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، سواء المقيمين في السودان أو بعض النازحين إلى مصر، فقد أقبل مواطن سوداني في الأيام الماضية على الانتحار بإلقاء نفسه من فوق تمثال إبراهيم باشا، في ميدان العتبة بالقاهرة وسط ذهول المارة، وقبلها بأيام انتحرت طبيبة سودانية في منطقة الهرم بعد خلاف مع أشقائها الذين حبسوها في الشقة ومنعوها من الخروج فقفزت من الطابق العلوي للعقار التي تقطن به، فضلا عن إقبال الكثير من السودانيين المقيمين بالسودان على الانتحار خاصة الفتيات بعد اندلاع الحرب.

فتوى جواز الانتحار

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن اعتداء قوات الدعم السريع بالاغتصاب على السودانيات ما جعل بعضهن يلجأ للفتوى في جواز الانتحار حفاظا على شرفهن، وقد تلجأ بعضهن إلى البحث عن حبوب منع الحمل أو الإجهاض خوفا من الحمل سفاحا، كما رصدت وسائل إعلام سودانية عن لجوء بعض المرضى السودانيين أصحاب الأمراض المزمنة إلى الانتحار نتيجة الإحباط واليأس وتأخر العلاج عنهم .
وفي تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان عن مقدمي الخدمات الاجتماعية، جاء به أن بعض الناجين من الحرب القائدة في السودان بين الجيش والدعم السريع والتي اندلعت منذ 15 أبريل الماضي فإنهم يواجهون عواقب تهدد حياتهم مثل الميول الانتحارية القوية، متوقعين أن يرتفع عدد المحتاجين إلى خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان إلى 6.9 مليون شخص في 2024 .

أوقات صعبة

قال محمد حجر، مواطن سوداني يعيش في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، أنهم يعانون ظروفا نفسية صعبة ومؤلمة نتيجة ابتعادهم عن وطنهم السودان، نتيجة الحرب الأهلية الحادثة به، مؤكدا أن هذه الظروف تضطرهم أحيانا أن يفقدوا الثقة وييأسوا في عدم عودتهم لبلادهم مرة أخرى خشية أن تستمر الحرب في السودان، وهذا ما يدفعهم للإحباط والاكتئاب وقد يضطر أحدهم أحيانا إلى الانتحار .

فيما قالت لما ضاهر، مواطنة سودانية، أن الدنيا ضاقت بنا بعد تبدل ظروفنا وأحوالنا وتشردنا بعيدا عن وطننا السودان، مؤكدة أنه وسط الظروف الصعبة والفقر أحيانا نتيجة فقد وظيفتنا وأموالنا ببلادنا فنلجأ كثيرا إلى الله ونتقرب إليه حتى نصل لمرحلة اليأس والاحباط والاكتئاب، موضحة أن التفكير بالانتحار تفكير سلبي قد يضطر البعض اللجوء إليه بسبب قسوة الحياة، مؤكدة أنها عندما شاهدت الفيديو الخاص بانتحار سوداني من أعلى تمثال بميدان الأوبرا بالقاهرة أصابها حزن شديد وإحباط ولكن هذا دفعها إلى التفكير الإيجابي بمحاولة توعية من تقابلهم من السودانيين بالابتعاد عن التفكير السلبي وعدم اليأس لأن ما نمر به هو مقدر ومكتوب وليس لنا حيلة فيه .

وقال عبدالرحمن نوح، مواطن سوداني، أن بعض السودانيين الذين هربوا من الحرب وجاءوا لمصر لا يجدون أي عمل لهم ولا يجدون ما ينفقون به على أسرهم وزاد فقرهم، وهذا قد يدفع البعض منهم إلى الانتحار، مؤكدا أن الكثير من المصريين يقدمون لهم المساعدة بتوفير عمل ومساعدات عينية لهم، مضيفا أنه يتمنى انتهاء هذه الحرب الأهلية الحالية بالسودان حتى يعودوا إلى بلادهم.

وأضاف عبدالرحمن، أن بعض المشاكل التي يعانون منها هي ارتفاع أسعار الإيجارات للشقق السكنية في القاهرة والتي يتم تأجيرها للسودانيين وغير المصريين، وهذا ما يدفع البعض للبحث عن أي منطقة بها شقة أو غرفة لتأجيرها في مناطق رخيصة، وقد يضطر أن تقوم أكثر من أسرة بتأجير شقة واحدة ويقسموها بينهم كل أسرة في غرفة.

اليأس كلمة السر

من جانبه قال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، أن فقد السودانيين وطنهم ويأسهم في أن تنتهي الحرب الأهلية في السودان ونزوحهم على عدد من البلاد والدول خاصة نزوح أغلبهم إلى مصر، موضحا أن فقد الإنسان منزله وموطنه وعمله وعدم وجود أمن وأمان واستقرار في بلاده ما يضطره يغادرها مهاجرا لغيرها، فلو كان ميسور الحال يصبح فقيرا بل قد تتفرق أسرته وأهله وهذا كله قد يعرضه لليأس والاحباط وقد يضعف إيمان البعض باللجوء للانتحار، مؤكدا أنها لم تصبح ظاهرة ولكنها حالات فردية حتى الآن .

من جانبه، قال استشاري الطب النفسي، الدكتور تامر بسيوني، أن أبرز الأسباب وراء انتحار السودانيين هي الحالة التي يمرون بها في بلادهم من فقدان الأمن والأمان والاستقرار في وطنهم وفقدانهم لمنازلهم ووظائفهم وتشريد أسرهم ومقتل البعض من أسرهم فهذه كلها عوامل تؤدي إلى إصابة الإنسان بفقدان الثقة في الحياة والمعيشة ولجوئه لمرحلة الإحباط والاكتئاب ثم اليأس من الحياة أنها أصبحت بالنسبة له بلا جدوى فيلجأ إلى الانتحار .